مسألة أن يخسر المنتخب في منازلة أو يخرج من حدث مسألة هي من الثوابت التي يجب القبول بها طالما أننا في دهاليز كرة القدم ولعبتها المجنونة متفقين على جوانب الهزيمة قبل الانتصار. - فالخسارة جزء ثابت في منظومة هذه اللعبة ، فلماذا نحول دفة الحوار من حوار يتلمس واقع الخسارة إلى حوار آخر لا يخرج في مفهومه عن تصفية الحسابات الشخصية ، وعن تلك العلاقة التي تساهم كثيراً في تأجيج الوسط الرياضي وتأجيج أناس بات ارتباطهم مع الخارجين عن النص كارتباط الدم بالوريد. - ما يحدث اليوم في وسائل إعلامنا المرئي قبل المقروء معضلة أزلية بدأت واستمرت والمؤسف بين البداية والاستمرار ليس في كون المنتخب خسر وإنما المؤسف حقاً بات يكمن في استغلال أي هفوة يتعرض لها الأخضر لتفريغ شحنة العدائيين الذين يظهرون في معظم عباراتهم عكس ما يبطنون. - هذه الفئة التي حولت المسألة من مسألة خسارة عابرة تحدث لأعتى المنتخبات وأكثرها قوة إلى مسألة تصفية الحسابات الشخصية يجب أن تردع وتحجم حتى لا نستفيق على ما هو أكبر من كرة القدم ونتائجها. - بالطبع حرية الإعلام حرية مطلقة ، فالكل يكتب ما يريد كتابته والجميع قادر على أن يصدح بما يراه ، لكن الذي نلمسه اليوم واليوم بالتحديد أن هذه الحرية خرجت عن إطارها الصحيح ، فأصبحت بمثابة معول الهدم لكل محاولة تستهدف الارتقاء بالرياضة والارتقاء بكرة القدم على وجه الخصوص. - حتى الذين من حولنا ما زالوا يتسابقون على الإعلامي السعودي ليس لأنه البارع في قراءة الأشياء وتحليل مضمونها السليم وإنما لأنه قادر على أن يهاجم ويردح بالكلمات ويضلل الشارع ويكذب على المشاهد ويقبض ثمن فعلته إما بهزة رأس من المعد وإما بعناق حار مع المذيع. - إلى متى ونحن نتعاطى مع ما يحدث للمنتخب بنظرة الانتماء للأندية؟ - أسأل بعد أن طفح كيل الصبر من بعض البعض الذين مارسوا الكثير من الإسقاطات دونما يجدوا من يحاسبهم أو يقودهم إلى جادة الصواب. - أسأل ويسأل معي أصحاب وعي باتوا يبحثون بين القنوات عن المفيد فلا يجدوه ، وأسأل ويسأل معي أصحاب فكر عال غيب القدر أفكارهم النيرة بسبة هؤلاء الغوغائيين الذين لا يملكون أكثر من الثرثرة ، أما الأجوبة في خضم هذا التناحر اللفظي المقيت فهو حق حصري لمن منح المسؤولية واكتفى بالحياد. - من يعيد للكرة السعودية وهجها هو العمل وليس التنظير ومن يمكن له أن يكون سبباً في صناعة المنجز هو صاحب الحس الوطني وليس صاحب الذات المفرطة. - ففي ثنايا أي محاولة للتصحيح يجب أن نهتم بالكوادر الإدارية المؤهلة التي تقودها موهبتها وليس المحسوبية. - أخيراً يبدو أن ملامح البطل الآسيوي اتضحت نسبياً فالبطل وفق المعطيات الفنية والنتائجية التي تعايشنا معها لن يخرج عن أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ، وإن حدث شيء أبعد من ذلك ففي تصوري سيكون مفاجأة .. وسلامتكم.