الوعود جميلة لأنها ترسم واقعا افتراضيا لا يعجز الخيال عن إحاطته بما يحتاج إليه من زخارف الواقع والخيال بألوانه وأشكاله يبدعها البعض ويعجز عنها البعض لأن الرغبات الفردية والجرأة وعدم الاكتراث بالنتائج من بين ما يختلف الناس فيه. أما المنجزات ففيها ما في الواقع من ملامسته لاحتياجات الناس ورغباتهم بكل التباين والتنوع الذي يمنح أصحاب الحاجات ما هم في حاجة إليه، لكن أصحاب الرغبات والآمال تمتد المطالب لديهم لتلامس حدود الخيال .. أحيانا. الواعدون لا يحتاجون إلا إلى كلام ، والكلام لا يحتاج إلا إلى أن يفتح المتحدث فمه ويطلق للسانه العنان كي يسبح في بحر الكلمات وربما احتاج إلى من يحرك مناصري الوعود كي تفعل فعلها في النفوس الباحثة عن أمل أو بصيص أمل. أما المنجزون فإنهم في الغالب مشغولون بالعمل غارقون في المتابعة صامتون لأن الكلام يحتاج منهم إلى جهد يضنون به لإنجاز ما هم فيه ، فإذا ما تحقق لهم ما سهروا من أجله لم ينشغلوا بالحديث عنه بل بمعرفة ما وقع فيه من أخطاء تحتاج إلى علاج أو إلى تدارك في عمل جديد. الفرق بين الوعود والمنجزات كالفرق بين القول والفعل ، هذا ينسى ويذهب ربما قبل أن يصل الآذان ، وذاك يبقى كي تراه العيون في كل حين وربما نال من الثناء أو الانتقاد ما يجعله أكثر حضورا وأشد ملاءمة لصفة الحياة والحركة.