أحياناً تأتي بعض الأحداث على غير ما كان يتوقع لها من التعاطي والصدى ، وفي أحايين أخرى تأتي بعض الأحداث لتكون كذلك ، أي بفعل فاعل إذا جاز التعبير ، والفاعل في نشر انفلونزا ويكيليكس أراد أن يصيبنا بعدوى الانفلونزا السياسية التي يبدو أن فيروساتها تتشكل على نحو لايمكن السيطرة عليه ، وللتدليل على مخاتلة ذلك الفيروس القديم جداً ، نجد أن الوثائق تتضمن آراء سياسية تحتمل كافة التفسيرات ، ومنها ماهو من غير غطاء دبلوماسي ، ناهيك عن نتؤات في جوانب الفيروس لايفك شفرتها إلا من تعرضوا لسطوته ، بحكم أولويتهم في تلقي الموجة الأولى منه ، ثم عامة الشعوب بما فيهم من يحوم حول الحمى ، ولكن أخف وطأة ، ولأنه فيروس غير قابل للاستسلام ظهر أخيراً تحت اسم انفلونزا ويكيليكس. المعروف أن الفيروس السياسي غير دبلوماسي أي لايجامل ، فجينه الأصل الغاية تبرر الوسيلة ، ولهذا ظهر ثانية مع أنه انتشر في فترة مضت بكل مافيها من صراعات حقيقية أو كاذبة ، وانتصارات وقعت وأخرى مزعومة ، وانكسارات واقعية وغيرها تخيلية. المزعج في الفيروس أنه طال موضوعات لازالت ساخنة ، وأخرى أقل سخونة يطمرها الرماد بلونه الداكن ، وغيرها قد يستثيرها الفيروس مرّة أخرى ولا أحد يعلم كيف ستتم مواجهة تداعياتها. إلا أنه على كل حال ، فيروس متحول يظهر بين فترة وأخرى ، ولايختلف عن الفيروسات التي تستهدف جسد الإنسان ، ويتم استغلالها أو تجاهلها ، لحسابات مختلفة ، من بينها السياسة ، والاقتصاد ، والفكر ، والتأكيد على عولمة الحكاوي الإنسانية المزعجة.