أثبتت دراسة فنلندية حديثة أن الأطفال تحت سن العامين هم ثاني أكبر الأشخاص إصابة بنزلات البرد بعد كبار السن. وقد أثبت باحثون أن حقن الأطفال بمصل الأنفلونزا يقيهم من الإصابة بالمرض في موسم الخريف والشتاء. لهذا طالب الباحثون بمستشفي جامعة توركو بفنلندا المسؤولين عن الرعاية الصحية بمراجعة الأشخاص المستهدفين بالتطعيم. في تقرير نشر مؤخراً بالجريدة الطبية لانسيت للأمراض المعدية أكد الباحثون أن الأطفال تحت سن السنتين من شأنهم نشر فيروس الأنفلونزا لأفراد الأسرة الآخرين والمجتمع المحيط بهم. بالرغم من الفوائد المالية التي أثبتتها الدراسة من تطعيم الصغار ضد فيروس البرد فقد أكتشف الباحثون أن قليلا من المسؤولين بالرعاية الصحية يدركون أهمية تأثير الأمصال في وقاية الأطفال من مختلف الأمراض وذلك لعدم قيام الباحثين بتقديم الأدلة العلمية التي تثبت أهمية وفوائد التطعيم للصغار من الأطفال. ويقول الباحثون إن الدولة الوحيدة في أوروبا التي توصي بتطعيم الأطفال بمصل الأنفلونزا منذ سن الستة أشهر هي فنلندا. وقد شرح الباحثون مدى تأثير مصل الأنفلونزا الثلاثي الذي تم تحصين الأطفال به في موسم 2007- 2008. فقد ساعد المصل على تكوين أجسام مناعية أعطت الأشخاص حصانة ضد أحد فيروسات الأنفلونزا .A.Bوفيروسين من سلالة وقام الباحثون بمقارنة بيانات 631 طفلا ممن تراوحت أعمارهم بين 9 إلى 40 شهرا بعضهم ثبتت إصابتهم بعدوى فيروسات A and B معملياً. بعض الأطفال سبق تحصينهم ضد الأنفلونزا وبعضهم لم يحصل على المصل. وقد وجد الباحثون أن المصل كان مؤثراً في حماية 66% من الأشخاص ضد نزلات البرد بصفة عامة و84% ضد فيروسA بوجه خاص بالنسبة للأطفال تحت سن العامين فقد ثبت أن المصل كان مؤثراً بنسبة 66% ضد نزلات البرد بوجه عام وضد فيروس A بنسبة 79%. كما ثبت أن 33 حالة من ال71 حالة التي أصيبت بالأنفلونزا نتجت عن عدم مطابقة فيروس الأنفلونزا، فالمصل لم يكن موضوعاً للحماية من هذه السلالة من فيروسات البرد. من هنا توصل الباحثون للخلاصة التالية: "أثبتت الدراسة صلة واضحة بين تأثيرات المصل ومطابقة المصل مع السلالة المنتشرة مما يؤكد أن التأثير الطبي لمصل الأنفلونزا يتوقف على مطابقته للأجسام المضادة أكثر من عمر الشخص الذي يتم تحصينه بالمصل". ولم يجد الباحثون حالات معاكسة بين الأطفال الذين تم تحصينهم في الدراسة. إلا أن البيانات الرسمية الفنلندية سجلت حدوث مضاعفات مثل التهابات جلدية وارتفاع درجة الحرارة لدى 38 طفلا من بين 63,048 طفلا ممن تناولوا على الأقل جرعة من تطعيم الأنفلونزا. من هنا يطالب الباحثون بالتوسع في تحصين الأطفال بأنحاء أوروبا بل والعالم لعدة سنوات قادمة لتقييم مدى تأثير تلك السياسة الطبية في حماية الأطفال من الأنفلونزا الموسمية ومضاعفاتها المادية والصحية على الأشخاص والمجتمعات التي يعيشون بها.