نتفق أولاً على أن هذا المنتخب الذي شارك في دورة كأس الخليج في اليمن ، هو فريق من (فئة ال5 نجوم) ، وأطالب باستمراره وبقائه وانصهاره مع نجوم الصف الأول. هذا أولاً ، أما ثانياً : فهذا المدرب المدعو خوزيه بيسيرو ، لن تحصد الكرة السعودية من وراء استمراره على هرم الجهاز الفني للمنتخب الأول غير خسائر ووصافة دائمة. ومع كل الاحترام والتقدير والإشادة بما تشهده منتخبات الخليج من تطور في مستوياتها ، إلاّ أن المنتخب السعودي يبقى بعيداً جداً عن كل هؤلاء ، ويظل هو المنتخب المتوج في كل وقت ومناسبة متى كانت الأجهزة الإدارية والفنية في مستوى اللاعبين. فازت الكويت واستحقت الفوز ، وخسرنا البطولة لأننا لم نتعامل مع المباراة النهائية كما تعاملنا مع مباراة قطر والكويت والإمارات في الدور التمهيدي ، فمن هو المسؤول عن ذلك؟ هل هو التحكيم؟ ما أسرع وما أسهل ما نرمي بأخطائنا وإخفاقاتنا على التحكيم والحكام ، للدرجة التي أصبح فيها التحكيم هو المتهم والجاني في كل بطولة نشارك فيها ، فقط حتى نجد لنا مخرجاً أمام الشارع الرياضي الذي ملّ نغمة التبريرات والأعذار. لقد تحولنا بفعل هذه التبريرات إلى منتخب (مشارك) ، هدفه إنجاح التجمعات الرياضية ، بعد أن ضاعت هيبتنا ، وتراجعت أسهمنا بفضل مدربين وإداريين يفعلون في منتخب (كان بطلاً) ما يجعله بعيداً عن منصات التتويج. قلنا منذ وقت طويل إن دورة الخليج لها خصوصيتها ، وإنك وإن كنت أكبر المرشحين للفوز بها ، فقد تجد نفسك تخرج من الأدوار الأولى ، أو تحتل مراكز متأخرة ، وهذا حدث في كثير من البطولات السابقة. لكن ماحدث قد حدث ، وفازت الكويت باللقب والألقاب ، وأدرنا كالعادة ظهورنا لدورة الخليج ، وخرج من ينادي بتكريم المنتخب العائد من اليمن ، وكأنه هو العائد باللقب ، بينما تؤكد النتائج أن أداء الأخضر تراجع بعد مباراة اليمن ، فتعادل مع الكويت سلبياً ، ثم تعادل آخيرا مع قطر بهدف قطري أهلنا إلى الدور الثاني. وفي رأيي أن الذي حدث للأخضر في اليمن كان يحتاج إلى وقفة ومراجعة ومحاسبة للمدير الفني للمنتخب السيد (بيسيرو) ، خصوصاً أننا مقبلون بعد شهر من الآن على ما هو أهم من بطولة الخليج ، وهو بطولة كأس أمم آسيا التي ما زال لقبها يعاندنا منذ آخر كأس حملناها عام 1996 في الإمارات. وإن من الإنصاف قبل أن نتحول إلى آسيا ، وبطولتها التي ستقام في دوحة مونديال (2022) ، أن نقدم لأشقائنا في اليمن السعيد التهاني الصادقة على ما تحقق من نجاح فاق كل التوقعات ، وأكسب اليمن احترام كل المراقبين والحضور ، لتفوز اليمن باللقب الأكبر الذي تمثل في الفوز على الصعاب بإرادة وطنية قوية. ولعلّ أحد أسرار فوز الكويت باللقب الخليجي ، هو ذلك المشهد الذي كانت تنقله كاميرات التلفزيون من منصة (ملعب 22 مايو) ، حيث ظننت وأنا أتابع تواجد الشخصيات الرياضية الكويتية ، أن المباراة النهائية تقام في أرض الكويت ، وليس في عدن. وبصريح العبارة فنحن حينما نذهب إلى الدوحة التي نحتفظ لها في سجلات التاريخ بأيام جميلة للكرة السعودية ، فإن أي كأس نعود بها غير كأس البطولة لن تكون مقبولة إطلاقاً ، حتى وإن كانت (كأس اللعب النظيف) ، لكن ليس هناك ما يمنع أن نجمع بين الكأسين.