تقول الإحصائيات: إن الشباب بين سكان المملكة العربية السعودية، والذين تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والخامسة والعشرين يمثلون ما نسبته 55% إلى 57% من عدد السكان، وإذا صدقت الإحصائيات التي تقول إن عدد السكان يصل إلى 25.4 مليون نسمة، منهم 18.4 مليون نسمة مواطنون، فإن فئة الشباب من إجمالي عدد السكان تبلغ 14 مليون شاب تقريباً. كما تقول الإحصائيات والبيانات الصادرة من الجهات المختصة إن أغلب الإرهابيين من الشباب.. وإن أعمارهم تتراوح بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين. إذًا ما هو الرابط بين الشباب والإرهاب؟! سؤال ينبغي على المختصين التدقيق فيه، ومعالجته بحكمة؛ لا لأن الجهات المختصة غير قادرة على الضرب بيد من حديد على مَن يحاول المساس بأمن هذا البلد. لكن لتعديل وتقويم مستقبل هؤلاء الشباب رجال المستقبل. سأُدلي بدلوي هنا في بعض المعاناة التي يعاني منها شبابنا، لعل وعسى أن تؤخذ في الاعتبار: 1- البطالة: البطالة ينتج عنها الفراغ، وفي اعتقادي أن الفراغ هو المنبع الحقيقي للإرهاب. فالشاب المتخرّج في المعهد، أو الجامعة، أو مَن ترك مقاعد الدراسة لظروف عائلية أجبرته؛ ليطعم الأفواه الجائعة من حوله، وبعد البحث عن عمل في جميع الدوائر الحكومية، والمؤسسات يعود بخفي حنين. بينما يجد أغلب الدوائر والمؤسسات تعجُّ بالوافدين، بالله عليكم ماذا نتوقع منه؟! أنا أقول: سيكون لقمة سهلة لمكوّني خلايا الإرهاب. 2- التفكك الأسري: في بعض الأسر تؤدي المشكلات العائلية بين الأب والأم إلى تفكك الأسرة؛ ممّا ينتج عنه هروب الأبناء، واللجوء إلى جهة أخرى تؤويهم، وخلايا الإرهاب تبحث عن مثل هؤلاء. 3- فقد لغة الحوار: بعض شبابنا يمرون بضغوط نفسية، إمّا من قِبل الأسرة، أو المجتمع، والبعض منهم لو اطّلعت على حقيقة ما بداخله، لوجدت أنه صاحب فكر وعقل رزين، لكنه لم يجد مَن يفهمه، ويقوم بمناقشته ومساندته وتشجيعه، ومن ثم توجيهه التوجيه السليم، لكن هناك البعض مَن ينظر إلى هؤلاء الشباب على أنه جاهل، وما قوله ذاك إلاّ طيش شباب، بعدها يُصاب الشاب بالكآبة، ويسلك طريقًا غير شرعي. 4- التعصب الديني: الإسلام دين سماحة، ومن سماته المحبة والرفق والعدالة والمحبة والأمن، وربنا سبحانه وتعالى قدّم رحمته قبل عذابه. لكن الملاحظ في بعض الخطباء عندما ينصح الناس يبدأ بعذاب الله قبل رحمته، ناهيك عن ما يتلفّظ به على بقية المذاهب الأخرى، فيوقع بين الناس التعصب غير المحمود.. وللحديث بقية.. وسامحوووونا.