أَعلَن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخليَّة السعوديَّة اللواء منصور التركي أن 124شخصًا من السعوديين المتورطين في "الخلايا الإرهابيَّة" ال 19 التي تم تفكيكها الشهر الماضي أعمارهم دون الثلاثين. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن التركي قوله خلال محاضرة عن الحالة التعليمية للعناصر المحلية في تنظيم القاعدة التي تم تفكيكها مؤخرًا: إن نسبة المتعلمين تفوق 85 في المائة، و45 في المائة من المجموع الكلي للمتعلمين يمتلكون الثانوية العامة، فيما أن 40 في المائة يمتلكون أقل من التعليم الثانوي". وأوضح على هامش المحاضرة التي ألقاها في جامعة الملك سعود تحت عنوان "الفئة الضالة.. وسائل وأساليب التغرير والتجنيد" أن 75 في المائة من هذه العناصر تقل أعمارهم عن ال 30 عامًا. كما تحدث عن معاناة المجتمعات الإنسانيَّة من سوء الفهم الخاطئ لشباب الإسلام حول معنى الجهاد وكيفيَّة تطبيقه، وهو ما استغلَّته الجماعات المتطرفة في تحقيق أهدافها ومصالحها الشخصيَّة مستخدمة الشباب السعودي على وجه الخصوص في ذلك، وهو ما أعطى تأثيرًا سلبيًّا على انطباع المجتمع العالمي عن الإسلام. وأكَّد أنه "ضمن هذه الرؤية يجب أن نطرح العلاقة بين الفكر المتطرف والإرهاب، فالعلاقة بينهما جدليَّة يؤثر كل منهما في الآخر وينتجه، وذلك بكيفيَّات متباينة تتنوع بحسب الظروف المحيطة، فكما قد نزعم أن الفكر المتطرف ينتج الدافع للقيام بعمل إرهابي فإن ذلك الدافع نفسه قد ينتج فكرًا متطرفًا ليسوغ وجوده أمام نفسه وأمام غيره، وعليه فلا يمكن اعتبار أن الفكر المتطرف علة تامة للإرهاب". وأضاف: "ولا شك أيضًا أن دراسة موضوع الإرهاب والتطرف في تلك المرحلة التي شاع فيها التحاق الشباب المسلم بالجماعات المتطرفة والتأثر بها واتّباع أفكارهم المتطرفة أصبح من المهمّ لنا أن ندرس تلك الحالة جيدًا، وهو ما عكفنا على عمله خلال الأعوام الماضية حتى استطعنا أن نخلص إلى بعض النقاط المهمَّة حول ذلك الموضوع". وأبرز اللواء التركي أن أحد الأسباب المهمة التي تجعل من الفرد المسلم لديه القابلية للتأثر بفكر تلك الجماعات أولا الفراغ، وعدم وجود ما يشغل الشاب هو الصفة الأساسية التي تؤدي به إلى الانصياع إلى تلك الجماعات. ورأى "أن التزمُّت في الدين وهو ما يعتقد البعض أنه التزام، أحد الأسباب التي تؤدي إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرِّفة"، وأن "الدور التعليمي للأسرة، كأحد أهم الأسباب الذي قد يؤدي فقدانه إلى الانخراط في صفوف جماعات الإرهاب"، مشددًا على أهمية نشر معنى الوسطية في الالتزام الديني بين الشباب.