مسألة الحكم على نجاح الهلال مع كالديرون والعكس مسألة قد تبدو ظالمة لا سيما إذا ما قيست في إطار تلك المهمة التي عاد منها الأزرق فائزا على نجران. فما بين كالديرون وقناعات الحكم عليه مرحلة زمن مستوياتها قبل نتائجها هي من سيحدد المسافة الحقيقية بين النجاح ودائرة الإخفاق ما عدا ذلك فأي عملية تقييم يسلك مسارها الإعلام تحت خلفية موقعة نجران تبقى عملية عشوائية يرفضها المنطق ولا يقبل بها العاقل. كالديرون مدرب كبير نجح مع المنتخب السعودي وتميز مع الاتحاد وإذا ما استهل بداياته مع الهلال بثلاثية في شباك نجران فهذا الاستهلال النتائجي الجيد قد يصبح مقدمة ولن يصبح نهاية كون النهاية التي أدرك أبعادها هي تلك التي امتلك من خلالها الهلال القمة والزعامة والعمل الاحترافي الجيد سواء أكان ذلك بكالديرون أم بسواه فالهلال الذي عرفناه بالأمس هو ذاته القادر على أن يصنع من المدرب أي مدرب علامة فارقة في جبين المسابقات المحلية ولن أقول القارية لكي لا أجدد الإحزان في قلوب المتعصبين بتلك السداسية التي اختال بها الأزرق ولا يزال يختال بها كرقم يصعب على الآخرين تحقيقه. كالديرون غرس أقدامه في تربة العمل الهلالي وفي تصوري الشخصي إن تربة العمل في الهلال تربة خصبة مثلما ساعدت كوزمين وجيرتس وقائمة تطول على تحقيق النجاح البطولي على امتداد التاريخ فإنها أي هذه التربة قادرة على أن تصنع من هذا الكوتش الأرجنتيني ما يفوق كل التوقعات. شخصيا أنا مع سامي الجابر فمن حيث الرؤية كالديرون يمتلك إمكانات المدرب الكبير أما من حيث الحاجة والتوقيت فالهلال يتطلب مدرب مرحلة ومدرب المرحلة هو هذا الأرجنتيني الذي أجزم يقينا بأنه سيضاعف مع هلال شبيه الريح رقما بطوليا قد لا يختلف عن تلك الأرقام التي سجلها كوزمين وحافظ على بريقها جيرتس. انتهت علاقة النصر بالاتحاد أم لم تنته المهم أولا أين الذين يتغنون دائما بما أسموه خشونة رادوي عن تصرفات قائدهم حسين عبدالغني هذا القائد الذي لا يزال مواصلا مسلسل الخروج عن الروح الرياضية وصفة القائد الميداني. هؤلاء الذين امتهنوا ملاحقة رادوي كشفتهم عبثية حسين عبدالغني وأصبحوا اليوم في وضع لا يحسدون عليه أمام كل الرياضيين. يا هؤلاء لكي لا تخسروا الناس كل الناس عليكم أولا استيعاب ما أقدم عليه قائدكم الجهبذ أمام الاتحاد وإعلان موقفكم الرافض من هذه التصرفات التي تمثل السواد القاتم في الرياضة وإلا أصبحت أقلامكم وحناجركم على عداء تام مع المصداقية نسأل الله المصداقية. لم يمنح المسيليم وجفين واندرسون ومالك جماهير الأهلي إلا مزيدا من الإحباط فكل المكتسبات الفنية والمعنوية التي تحققت أمام الهلال ذهبت ضحية أخطاء فردية لا تحدث في الحواري. إلى متى واللاعب الأهلاوي يتبادل أدوار الانهزامية والى متى والأهلي يدفع ضريبته من مزاجية باتت وللأسف الشديد السائد المألوف الذي جبلنا على رؤيته في زمن هؤلاء المنكسرين؟ أسأل عن هذا أما المحبون الذين يتنقلون خلف الأهلي من مدينة إلى أخرى فلا أملك من أجلهم إلا الدعاء لعل الله يفرج ما أصاب قلوبهم من غم وهم ومعاناة وسلامتكم.