قضيت يومًا كاملاً معايشًا لآراء خبراء التحكيم والمحللين والمستشارين وأصحاب الفتوى التحكيمية في المباراة القضية التي جرت بين الأهلي والشباب باحثًا عن اتفاق طرفين فقط من كل هذه الأطراف المتشابكة فلم أجد... بحثت عن الأكثر خبرةً ومشوارًا فوجدت غازي كيال يتحدث لإحدى الصحف مؤكدًا على أن للأهلي ركلتي جزاء لعماد الحوسني إحداهما أتت بعد تدخل حارس الشباب وليد عبدالله ووجدت آخر يشير إلى أن ركلة الجزاء الأولى للشباب كانت عبارة عن تمثيل وانتفت صحتها لهذا السبب واتجهت بوصلة البحث لوسيلة إعلامية أخرى لأشاهد عبدالرحمن الزيد (المحب)للأهلي يمنح الحكم المرداسي تسع درجات من عشرة ربما لم يحصل عليها المرداسي حتى في الاختبارات الشهرية عندما كان في المرحلة الابتدائية بل ويضيف بأن هدف الأهلي الوحيد غير صحيح بداعي التسلل، وأتفاجأ بأن على الخط الآخر رئيس لجنة الحكام يتداخل تلفزيونيًا (بالطبع فرصة لا تفوت) ويضيف لا فض فوه بأن هناك قرارًا أغفله الحكم ضد لاعب شبابي لمصلحة الراهب وليت المهنا لم يظهر في البرنامج لأننا لم نره معلقًا على أحداث تحكيمية أخرى بصفته الرسمية ويقيني لو أن طرفًا آخر في هذا اللقاء غير الأهلي لما سمعنا المهنا يتحدث بهذه الصورة بل لرفض التصريح لحساسية منصبه .. لنكن منطقيين ونذكر لجنة الحكام بأن حكامها هذا الموسم قضوا الفترة المنقضية من منافسات دوري المحترفين بين جدران التوقيف القسري المعلن من خلال قرارات الإيقاف والمجاهرة بالعقوبة وهو أمر يحسب للجنة ولا يحسب عليها إلا أنه كشف الوجه الآخر للمعادلة حيث إن مقياس أفضل الحكام أقلهم أخطاء لا ينطبق على حكامنا لأنه حتى الآن لم ينجح أحد حتى بهذا المقياس.. إذا أردت جمهورًا مثاليًا غير متجاوز فوفر كافة مقومات المثالية للمنافسة الشريفة في الميدان من عدل وتحكيم نزيه منصف ، وخارج الميدان من معاملة كل الأندية سواسية حينها ستجد جمهورًا راضيًا مثاليًا يدخل الملعب بأدب ويخرج باحترام ويرضى بالنتيجة فوزًا أو هزيمة ، بل إن هذا الجمهور ستزيد رغبته في الحضور للملاعب التي تشتكي حاليًا من العزوف والصد والهجران في كثير من الأحيان... في برنامج كورة مع العجمة ذكرت أن جماهير الأهلي لم تقدم على تصرفها بإشهار الأوراق النقدية إلا بسبب الاستفزازات التحكيمية ، وربما لغة الجماهير في التعاطي مع القضايا والاستفزازات تختلف من جمهور إلى آخر إلا أن جمهور الأهلي لم يدخل الملعب ( بعربيات الخلطة ) ولم يقفز الأسوار ولم يشتبك مع اللاعبين ولم يكسر السيارات ودائمًا ما تكون لغة التعبير لديه سليمة ومسالمة إلا أنها مؤثرة .. كان ويلهامسون أحمق وهو يبادر بالخنق والبصق على زميل صحفي واستغرب صمت الزملاء تجاه هذا الأمر الخطير .. أفضل ما في مباراة الأهلي والشباب كانت عودة الحارس ياسر المسيليم إلى مستواه المعهود وإمكانياته المعروفة .