أن تخسر وأنت الأفضل والأبرز فالخسارة مهما كانت قاسية إلا أنها بلغة المنطق لا يمكن لها أن تلغي ثوابت أفضليتك وتميزك وإبداعك لمجرد خسارة عابرة تولد إما عن طريق عثرة الحظ وإما عن طريق هدف غفلة مثل ذاك الذي كان كافيا لإخراج الشباب من الآسيوية . في كوريا قدم الشباب الروح والحماس والمهارة قبل أن يقدم المستوى المقنع لكنه وبرغم كل هذه الأفضلية التي سجلها هناك على جغرافية الكوريين خسر ولم يستطع أن يبلغ مراد النهائي مع أن النهائي الآسيوي هو أقل القليل بحق هذا الفريق الكبير الذي يكفي لإنصافه وإنصاف إدارته ولاعبيه أنه غادر فيما الناس على امتداد القارة الآسيوية مجمعون على انه الضلع الثابت في منظومة التميز الكروي ليس محليا وإنما الضلع الثابت في التميز حتى على صعيد قاريته . هذه الحقيقة التي تكتب وتقال ليست مجرد جملة اعتراضية في سياق الحدث وإنما هذه الحقيقة هي الواقع الذي يشهد على روعة الليث ورعة إدارته وروعة نجومه الذين اثبتوا حضورهم الجيد فنيا ومعنويا رغم الخسارة التي حتما مهما كان تأثيرها النتائجي مؤلما إلا أنها معيار قد يكون ظالما لو قررنا قياس الشباب من خلاله . سيونجنام الكوري ليس من تلك الفرق الأضعف فنيا حتى نحتج على خسارة تولدت هكذا بشكل عابر وعندما نقول ذلك ففي معطيات النظرة الفنية بشموليتها ما يجعلنا على كامل الاقتناع بأن شباب الخالدين لا يزال واجهة الأشياء الجميلة إداريا وفنيا ومعنويا وان قلت مهاريا فالمهارة في كرة القدم باتت ماركة مسجلة باسم الليث والليث فقط . نعم لم أتمن أن يقف هذا العملاق على حدود سيونجنام لكن وبرغم هذا الوقوف الاضطراري إلا أنني واثق بأن الشباب العملاق قادر على أن يعوض جمهوره الذواق لكرة القدم المعاصرة بما يفوق الآسيوية طالما أن الشباب يمتطي صهوة النجاح .. يفكر في القمة .. يهتم بها .. يحرص على بلوغ مرادها ولا يقبل أن يبقى كغيره في دائرة ( المتواضعين ) . أما عن مبررات الخروج من الآسيوية فالذي يجب الإشارة إليه هي تلك الشجاعة التي قالها خالد البلطان ورسخ واقعها الحضاري الجديد على الساحة الرياضية الأمير عبد الرحمن بن مساعد ففي الوقت الذي تعودنا فيه على أن يصبح المدربون واللاعبون كبش الفداء عند الخسارة هاهو الأمير عبد الرحمن والرئيس الشبابي المبدع خالد البلطان يقدمان لنا ابلغ المشاهد الدالة على شجاعة المسئول فالأول احترم الجميع وتحمل أسباب الإخفاق والثاني لم يكابر ولم يناور بقد ما زج بنفسه ليكون الأول في قائمة المتسببين في الهزيمة وهذه بالطبع قمة الشجاعة التي لا يستطيع لى تحقيقها إلا الواثقون . وليد عبد الله حارس من قائمة أولئك المبدعين الذين أنجبتهم حراسة المرمى وعندما يتجاوز عن ردة الفعل باحثا عن فعل اكبر يضيف لنجوميته فهذه خطوة الكبار ووليد كبير بمستواه وكبير بأخلاقه وطالما أن المستوى والثقة والثقافة العالية هي من ثوابت وليد فليس غريبا ولا مستغربا أن يبقى الحارس السعودي الأول بعد رحيل الأسطورة محمد الدعيع . ختاما الهلال قادر على أن يعوض خسارته أمام ذوبهان ببطولة لكنه حتما لن يستطيع أن يعوض خسارته برئيس صنع من النجاحات وفي (عامين) فقط ما يوازي تاريخ بأكمله . عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز هكذا دون مقدمات رحيله ليس خسارة على الهلاليين وإنما خسارة على الرياضة السعودية برمتها. . وسلامتكم .