اليوم السبت يوم تاريخي في حياة أهالي الباحة من شمرخ حتى ميمون ، لم أرَ مثل هذا الشوق عند الكثير ولم اسمع بحدث سيطر على مجالس الأهالي مثل هذا اليوم، فاليوم السبت منطقة الباحة على موعد مع أميرها القادم وفارس أحلامها صاحب السمو الملكي الأمير/ مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير جاء على مركب المسؤولية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب من شطئان الخليج الهادر إلى قمة السروات الخلابة ، أمير يعشق الركض العملي في مارثون التنمية الوطنية وبين المشرق والمغرب في بلادنا المعطاءة الآلاف من ورش العمل الصاخبة التي لا تهدأ وتسابق الزمن في نمو وتطور شمولي ملحوظ. الباحة من اليوم على موعد جديد نحو أفق اوسع وأجندة جديدة نحو مشاريع اكبر ومنجزات ذات نفع أكثر بإذن الله. اليوم يوم الحفاوة و التفاؤل بأمير قادم ويوم للوفاء والعرفان لأمير ترجل وهو ملء السمع والقلب والبصر وما ذكرت في مقالة الأسبوع الماضي : لا شك أنه كان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية وجزاه عن الجميع خير الجزاء بصمات واضحة تذكر وتشكر وكان للأمير الراحل إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم آل إبراهيم رحمه الله رحمة الأبرار ايضاً بصمات كانت تشكل النقلة الحقيقية لمنطقة الباحة، وحينما نذكر هذين الرمزين الكبيرين المؤثرين في مسيرة الباحة التنموية فلأننا كنا شهوداً متابعين لجهودهما والتي حققت للباحة مساحة كبيرة من الطموحات والتي لاشك أنها لازالت تحتاج للمزيد الذي يعوض المنطقة عن سنين عجاف مرت عليها كما أشار إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حينما ذكر بأن هنالك مناطق لابد أن تحظى بعناية خاصة لتواكب التطور وتعوض عما فات. فالباحة التي عانت كثيرا من سوء الطالع من قبل بعض المقاولين الذين شكلوا عقبة كأداء أمام سرعة تنفيذ المشاريع الحيوية،رغم ما كان يبذله سمو أميرها السابق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز الذي اصطدم بأنظمة ترسية مشاريع مليئة بالثغرات وكان كثير من مشاريع الباحة ضحية لتلك الثغرات التي تسأل عنها جهات الترسية لضعف آلية المتابعة والمحاسبة، فطريق المطار الباحة ذو الأربعين كيلو متراً وسبع سنوات من التوسعة وعقبة حزنة والأبناء ذات الربع قرن من التنفيذ ومستشفى بلجرشي والقائمة تطول خير شواهد على تأخر المشاريع أو سوء التنفيذ ، لذلك لعلنا استفتحنا سرد المطالب والهموم بالطرق والمشاريع لأن ذلك أول ما يواجه القادم للباحة عن طريق المطار ، ثم لأن المنطقة كما أشرنا في مقالات عدة تفتقر إلى أي مشروع استراتيجي يكون مساعدا في استقطاب الوظائف وإيقاف قوافل الهجرة. كانت شركة الباحة للسياحة فرصة لترجمة شيء من ذلك ولكن للأسف كانت أشبه بالبالونات التي ما لبثت أن كثرت ثقوبها و اختفى وجودها اللهم من أكثر من موظف وافد يلتقطون ما بقي في خزانتها ولولا صرعة الأسهم لكانت في عالم النسيان. الباحة حقيقة بحاجة إلى أكثر من مشروع يوقف نزيف الهجرة التي تكون على حساب نموها وتطورها ، فجبال الباحة كنوز لم تستغل في كثير من المجالات سواء الإسمنت أو مرادفاته،كذلك وجود مؤسسات حكومية كالمدن العسكرية يسهم كثيراً في الرقي وسرعة النمو والهجرة المعاكسة فشباب المنطقة بحاجة إلى وظائف متنوعة وفي شتى مجالات الحياة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص ، وتردي شركة الباحة لسوء الإدارة أعطى مؤشراً سلبياً غير مشجع لكل من كان له الرغبة في الاستثمار في الباحة وهنالك أسباب أخرى سنتطرق لبعض منها في حينه. الباحة اليوم وهي تستقبل أميرها فرحة بقدومه تشكو همها وتبث نجواها، وقد لمست في أحاديث سموه الكريم بعد التعيين ما يشير إلى مواصلة جادة لمنجزات من سبق وتضميد جراح ما مضى بنظرة ثاقبة بعد المعاينة وتفقد الحال على ارض الواقع ، خصوصا أن منطقة الباحة في السنوات الأخيرة تحقق لها العديد من المشاريع لكن بعضها كما أسلفنا كان عرضة للتأخير أو سوء التنفيذ وما كان ذلك ليكون لو أن المتابعة كانت جادة خصوصاً من قبل الجهات المشرفة على تلك المشاريع هذا وللحديث بقية.