الكتابة عن الباحة لم تكن هماً متأخراً بل مارستها منذ اكثر من (35) عاما وذلك بمقال في منتصف التسعينيات الهجرية تحت عنوان (بلديتان ليتها كانت واحدة) حينما كانت منطقة الباحة بها بلديتان فقط هما (الباحة وبلجرشي) وحينما كانت مهامها تتركز على التراخيص وكانت ميزانية البلديتين يومها تقريبا ثلاثة ملايين تعمتد للبلديتين مع بداية كل ميزانية وتعود في نهاية العام كما هي بل بزيادة من جراء تحصيل الرسوم وخلافة، وذلك لكونها كانتا بلديتين تفتقر للكوادر العلمية التي تضع الخطط وترسم المستقبل، وتواصل الكتابة على فترات حول الباحة هموم وشجون ولم يكن هنالك من تجاوب، لأن العلاقات العامة ودور الإعلام لم يكن لهما يومها أي تأثير بل ينطبق عليه المثل القائل (كلام جرائد) وفي عام (1421ه) تناولت الباحة كالعادة من زوايا مختلفة لأحظى بعدها بأول خطاب تعقيب وشكر من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود وكيل إمارة الباحة برقم أع/11/343 بتاريخ 11-1-1412ه والذي سعدت به كثير واستبشرت معه خيرا أكثر، وتناول العديد من الزملاء الإعلاميين على مراحل طويلة الباحة وكان يومها شغلنا الشاغل طريق الباحة العام والماء والجامعة والتي تحققت فيما بعد وإن كانت تحتاج للمزيد، ولا شك أنه كان لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن سعود بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية وجزاه عن الجميع خير الجزاء بصمات واضحة تذكر وتشكر وكان للأمير الراحل إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم آل إبراهيم رحمه الله رحمة الأبرار ايضا بصمات كانت تشكل النقلة الحقيقية لمنطقة الباحة،وحينما نذكر هذين الرمزين الكبرين المؤثرين في مسيرة الباحة التنموية فلأننا كنا شهوداً متابعين لجهودهما والتي حققت للباحة مساحة كبيرة من الطموحات والتي كما أشرت لازالت تحتاج للمزيد الذي يعوض المنطقة عن سنين عجاف مرت عليها كما اشار إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حينما ذكر بأن هنالك مناطق لابد أن تحظى بعناية خاصة لتواكب التطور وتعوض عما فات، واليوم ونحن على مشارف عهد جديد للباحة مع اميرها القادم وفارس أحلامها المنتظر صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز بأن تكتمل على يديه ما تبقى من آمال وطموحات لاشك انها أسيرة ملفات هامة تنتظر حكمة وفراسة سموه لتكون الباحة فعلا في مصاف المناطق التي تشهد نموا متزايداً يحقق الطموحات ويوقف قوافل الهجرة ويشجع على القدوم إلى مرابع ربى الباحة. الباحة اليوم تحت أنظار سموه الذي عرف بالحكمة وقوة الإرادة وحسن الإدارة، ولاشك انه سموه خير من ينكب على تلك الملفات الهامة وخير من يوجز وينجز لتتواصل ملحمة البناء والتنمية الشمولية والكل ينظر الى مستقبل مشرق مع سموه، والذي وضح للجميع حرص سموه على أن يختزل الحديث في منجزات تتكلم على ارض الواقع حيث ورد ذلك في لقاء صحفي مع سموه الكريم حينما قال: « ليس هناك أسهل من الوعود وأصعب من تنفيذها » لذلك لم يكن يرغب في أن تتميز «الباحة» في شيء على حساب أشياء أخرى، وأبدى حرصه على أن تكون النهضة للمنطقة متكاملة في مجالات الحياة كافة. حيث استبعد أن يكون هناك أمر معين مركزاً عليه من دون غيره، مفضلاً رؤية الأمور على الطبيعة مع اهتمامه بالأولويات التي ستحقق النهضة الشاملة لمنطقة الباحة. وليس هنالك اجمل مما ختم سموه لقاءه به من قوله:أستطيع أن أقول إنني إن شاء الله وبتوفيقه عازم على بذل كل ما في وسعي لخدمة المنطقة وخدمة الأهالي. إن هذه الرسالة كانت كافية لرسم مستقبل زاهر بإذن الله للباحة مع سمو الأمير مشاري وفقه الله وسمو وكيل الإمارة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز هذا وللحديث بقية.