قضية الأهلي مع التحكيم قضية أزلية بدأت مع الدخيل ومعجب واستمرت مع أبو زندة والكثيري.. وهاهي ذاتها تعود أكثر سوادا ولكن هذه المرة من بوابة حكم مبتديء جاء فقط ليكمل فصول القضية على حساب الأهلي وحقوقه المشروعة، تلك الحقوق التي لا زالت تهدر هكذا عيانا بيانا . - أمام الحزم قدم الأهلي ذاته كفريق قادم لساحة المنافسة، لكنه وبرغم كل الوجوه التي قدمها لنا كاد أن يذهب كالمعتاد ضحية صافرة وضحية قرار وضحية لجنة مهما تبدلت أسماء القائمين عليها إلا أنها بالنسبة للأهلاويين أشبه ما تكون بمعضلة شائكة يصعب إيجاد حلولها . - ضربة جزاء وطرد ومدافع يتحول إلى حارس والحكم الشاب حسين الستري بين كل هذه الأخطاء ظل واقفا وكأنه مجرد عابر سبيل على اللقاء. - ندرك بأن الحكم أي حكم ليس بمنأى عن الخطأ، ونعلم يقينا بأن هذا الحكم من فصيلة البشر يخطئ ويصيب، لكن وأيا كان حجم الإدراك بمثل هذه الحقيقة إلا أننا لم نجد من المبررات ما قد يكفي لتنحية لجنة التحكيم وأعضائها المعتمدين من دائرة الإدانة، كون الإدانة فيما يتعلق بالأهلي مرتبطة أولا وأخيرا بكوارث من الأخطاء بعضها مؤلم وبعضها الآخر محزن وبعضها الثالث يصيب العاقل بالهوس . - ليست عاطفة تحرك مضمون العبارة، وليست عملية انتماء تستهدف الإثارة بقدرماهي حقيقة تمعنت في إبعادها ليلة الأمس وأنا أشاهد صافرة الستري كسكين حادة تمزق وريد الأهلي . - ماذا يمكن لنا رؤيته من التحكيم طالما أن البداية جاءت إلينا بمثل تلك الصورة المهزوزة ؟ - أطرح التساؤل وسأبقى منتظرا لحين يفصح لنا المحترم عمر المهنا عن واقع لجنته وواقع من يعول عليهم لقيادة المباريات التي يكون فيها الأهلي طرفاً ثابتاً من أطرافها . - حسين الستري الذي كاد أن يطرح سفير الوطن أمام الحزم يحتاج لمن ينير طريقه، والتنوير ليس بالصمت على ماجنته صافرته على هذا الفريق الراقي وإنما بالعمل الجاد الذي يعيده إلى حيث نطمح وإلى حيث تطمح لجنة التحكيم، وهذه بالطبع مسئولية عمر المهنا واللجنة الرئيسية التي يجب عليها الإسراع في كبح جماح الأخطاء لكي لاتصبح صورة الدخيل ومعجب والكثيري والستري صورة مألوفة نقبلها وتقبلها معنا المدرجات على مضض . - أما عن سوليد والحوسني واوديسون.. فالأهلي قد يجد له من خلال هذا الثالوث مكانا مرموقا في المقدمة.. أعني مقدمة الدوري وليس مؤخرته . - الأهلي وبرغم فوزه الصعب على الحزم إلا أنه كسب مدرباً ومحترفاً، ومن يكسب المدرب الجيد والمحترف البارع سيفرض نفسه كبطل وليس كمنافس . - وبما أن فكرة المقال أسيرة الأهلي والتحكيم فلا بأس أن أغلق ملفها برسالة خاصة لوليد عبدربه . - يا وليد الانفعال مشكلة سترمي بظلالها على الفريق وبالتالي عليك التمسك بالهدوء.. فما فعلته مع المسيليم أعرف أنه تصرف الحريص، لكن من يحرص على مصلحة فريقه يجب أن يتسم بالهدوء والتركيز والتحفيز، فهذه سمات الكبار وأنت لعمري واحد من كبار الأهلي خلقا ومهارة . وليد جماهير الأهلي تعول الكثير عليك وأنت أهل لذلك والشاطر من يستفيد من النصيحة، والذكي من يستوعب من أخطائه.. فهل تستفيد وتستوعب؟... أتمنى.. وسلامتكم.