سقى الله زمان القازة والقربة والطفيه المعلقة في كُلاب زافر البيت ، كنت أحسب أني قد نسيتها ، وعفا عليها الزمن ، وولت إلى غير رجعه ، ولكنني تذكرتها عندما صار حال شركة الكهرباء إلى ما صار عليه الآن من تكرار في الانقطاع وعدم مبالاة مسؤوليها بما نحن فيه من شدة حرارة الجو ، والله المستعان. كنت أسمع من زمن طويل من إخواننا المصريين أن أكل الفول يسبب السرحان (التتنيح) وأنه كان هناك شخص يُدعى عبد السلام كثير السرحان ، وأرجعوا ذلك إلى كثرة أكله للفول ، حتى صار يسرّح (يتنّح) بكثرة فأطلقوا عليه اسم عبد السلام المتنّح. فتخيلت مجموعة من عبد السلام لدينا إذا انقطع التيار الكهربائي عنهم فعند إشارة المرور ترى عبد السلام واضعاً رأسه على طارة القيادة وعندما تضيئ الإشارة باللون الأخضر للعبور تفاجئ به واقف لا يتحرك ، ومن حوله ينظرون إليه ، ويطلقون المنبهات وفجأة يصحى وينظر إليهم ويقول : ما بالكم؟ فيقولون: الإشارة خضراء ، فيقول لهم : معليش أصلي ما نمت البارح ، لأن الكهرباء عندنا مفصولة ، فحسبي الله ونعم الوكيل في مسؤولي الكهرباء. وفي داخل فصول الاختبارات في المدارس تجد في أحدها عبد السلام واضعاً رأسه على طاولة الامتحان وأستاذه يقول له : ارفع رأسك وانتبه وحلّ الأسئلة. فيتركه قليلاً ثم يعود إليه فيجده كما كان في السابق ، فيقول له : ما بالك؟ ألم تنم البارح؟ فيقول : معليش يا أستاذ لم أنم ليلة البارحة لأن الكهرباء كانت مفصولة عندنا ، فحسبي الله ونعم الوكيل في مسؤولي الكهرباء. وقس على ذلك الموظف في وظيفته ، والتاجر في متجره ، وغيره .. وغيره . فنجد ما فعلته شركة الكهرباء بنا أفرز فينا مجموعة أصابهم ما أصاب عبد السلام ، فتخيل يوم كامل جميع من انقطع عنهم التيار الكهرباء وهم بصفة عبد السلام (متنّحين). فحسبنا الله ونعم الوكيل. 14 رجب 1431ه