وضع النصراويون لبنة أولى في مشوار العودة لكنها أي هذه اللبنة تحتاج لمزيد من العمل والجهد وإلا فالنتائج المنتظرة لن تصبح سوى نتائج سالبة تعمق الجراح لا أن تمحو نزيفها. إداريا لم نختلف بعد حول ما يبذل من عمل، أما شرفيا فالذي نلمسه اليوم لا يتجاوز اختلافات خرجت من قالب السرية إلى أن أضحت بمثابة عنوان بارز تدلل مضامينه على واقع هذا الكيان العملاق مع أهل بيته. لن أميل مع فئة استهوت لعبة العزف على المتناقضات كما أنني أرفض الانحياز لنقيضها، لكنني ومن باب الحياد على الأقل أجد النصر الكبير في أمس الحاجة لرؤية شرفية تجمع المختلفين على طاولة الحوار كون هذه الطاولة ومتى ما وجدت ستكون المقدمة الصحيحة لبناء المستقبل المنشود الذي ترتسم فيه ملامح الانتصارات والبطولات والعودة الفعلية لمثل ذاك الماضي الذي سطر بمداد من ذهب. فالنصر قضيته الحقيقية ليست قضية مدرب، وإنما قضيته الحقيقية في هؤلاء المختلفين الذين لم يصلوا بعد إلى حيث نقطة الالتقاء إما بسب العناد وإما بأسباب المكابرة مع أن الحالتين في عرف النجاح (سيان). منذ سنوات ليست بالقصيرة وهذا الكيان يعاني من داخل أروقته دونما يجد من حلول.. فئة ترى أن لها الأحقية كل الأحقية في تسيير شئونه، وأخرى ترفض، وثالثة تكابر، وما بين هذه الفئات المتنافرة هاهو الزمن يطوي صحائفه فيما النتيجة مكررة لا يمكن الاعتماد عليها تجاه كيان عرفناه بطلا وصاحب قمة. في أي عمل هناك رأي ينافي رأيا، لكن في إطار واضح تقدم فيه مصلحة الكيان على حساب أي مصلحة أخرى، أما الرأي المخالف لمجرد تسجيل المواقف فهذه قضية أخرى فيها من المأساة ما قد يعيق ويحبط أو ما قد يصيب هذا العمل بالمزيد من الإعاقة. ولكي استمر في دائرة النصر وشئونه أقول ببساطة ما نشهده اليوم من اختلافات بين أعضاء شرفه لن يثمر عن نتائج مقنعة، فطالما أن السمة البارزة داخل أروقة هذا النادي العتيق هي الاختلاف والتضاد فالحصيلة أي حصيلة كانت محلية أم إقليمية أم آسيوية لن تتجاوز حدود الصفر المكعب نعم هنالك دور إداري واضح لكنه ليس بالدور الذي من الممكن الاعتماد عليه كخيار ثابت في تحقيق البطولات، فالبطولات كخيار ثابت تحتاج لمنظومة عمل تكاملية ترفض الخلاف وتمقت الاختلاف ولا ترتضي على الإطلاق إلا بمناخ العمل الجماعي، وهذه الأخيرة بالتحديد هي قمة المعاناة التي حلت بظلالها على هذا الفريق الكبير الذي توارت شمسه وحان الوقت لكي تشرق بنورها الساطع من جديد. عموما النصر ضحية أهله ولم يكن يوما ضحية المنافسين فهل يدرك أهله الطيبون أبعاد هذا الواقع أم أن التجاهل والبحث عن المبررات سيكون هو الخيار المتكرر ؟ لا أعلم أين تكمن أجوبة مثل هكذا سؤال، لكنني مدرك تماما أنه ومتى ما اجتمع النصراويون على قلب رجل واحد فمن الصعب والصعب أن يخسر الفارس أو يغيب أو يصبح دوما في مواقع الانهزامية. ختاما عودة الأهلي للمدرسة الأوروبية خطوة أولية في مسيرة التصحيح لكن الضرورة كل الضرورة أن يكون الاختيار أعني اختيار المدرب واللاعب الأجنبي ممتازا حتى لا تتكرر المعاناة فتصبح خزائن الأندية خاوية على عروشها بفضل هذه الفلسفة القاصرة التي لم يعد لها موقع من الإعراب في زمن كرة القدم المعاصرة وسلامتكم .