على ذمة عكاظ (29) مايو مُنح المواطن المُقعد موسى سواعد المطيري قطعة أرض بعد انتظار 7 أشهر فقط. أما الأرض فتقع على بُعد 60 كيلو مترا فقط من المدينةالمنورة حيث يعيش موسى. ويقول السيد موسى إن الأرض الممنوحة لا تتجاوز قيمتها 10 آلاف ريال لأنها تقع خارج (النطاق العمراني)، وأقول له (كويس ما أعطوك أرضاً خارج النطاق الأرضي)، يعني في خشم ما في ولاية ما في دولة ما على سطح المريخ أو المشتري أو زحل. هذه هي المعايير العادلة التي تلتزم بها أمانات المدن الكبرى في بلادنا الغالية، وأمانة المدينةالمنورة ليست بدعاً منها، فثمة بشر لهم (حظوظ تفلق الصخر) ينالون بها أراضٍ في قلب العمران (كذلك الذي بنى فندقاً في حرم شارع كبير داخل المنطقة المركزية). بعض المحظوظين تنالهم بركات من السماء وفتوح من الأرض، فتصدر لهم صكوك شرعية بمساحات مليونية، ربما كانت بعيدة.. لكن لن يطول بصاحبها الانتظار حتى يجد زبوناً جاهزاً يشتريها بمئات الملايين ليستثمرها لاحقاً، فيشق فيها أسفلتا باهتاً بسمك 5 مليمتر على جانبيه أرصفة شكلية عليها لمبات فوسفورية بأعمدة صينية مشتراة من متجر خردوات وطنية. وبعد هذه العملية الاحتيالية يتم النصب على أمثال موسى ليدفع تحويشة العمر ثم ينتظر حتى الشيخوخة خدمات تأتيه بالقطّارة. أما لماذا منح موسى قطعة أرض على بعد 60 كم عن المدينةالمنورة! فجوابه سهل جداً: لأن معظم الأراضي الممتدة من المدينةالمنورة إلى قرية الصويدرة غالباً (وأعوذ بالله من غالباً) مملوكة بصكوك شرعية لفئات نخبوية تود توريثها للجيل العاشر من الذرية كي تموت آمنة مطمئنة هنية لا تراودها شكوك ولا توجسات على مستقبل الوطن وشعارات الوطنية. يا أيها العزيز موسى: صبر جميل والله المستعان على ما يقسمون، وعلى ما يأخذون ويتركون. يا أيها المواطن موسى: خذ هذه القطعة ولا تخف، فربما جاء يوم تضمن فيه على الأقل مساحة قبر لك ولذريتك من بعدك، فما عادت (شلمة) المنح المليونية تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وضمتها إلى مجموعة المساحات الفلكية.