ربما يكون هذا المقال الأول الذي ابدي فيه ملاحظات هامة ومهمة عن مؤسسة البريد ، سيما بعد تولي سعادة الدكتور : محمد بنتن إدارة هذه المؤسسة الهامة ، حيث إنه ومن خلال اربع مقالات سابقة استشرفت مع سعادته أمام القارئ مستقبلا أكثر إيجابية وابعد استشرافا ، وما كنت سأستشرف ذلك لولا معرفة سابقة بجهود سعادته في وزارة الحج وذلك من خلال متابعة لما وظفه من تقنية حديثة ووسائل إتصال في خدمة الحجيج وجميع الجهات والقطاعات التي تتعامل مع الحجاج على الصعيدين العام والخاص حيث ترك بصمات تذكر له فتشكر ، وسبق لي أن دافعت عن مشروع صناديق البريد بالشوارع وبوابات المنازل والمباني ، حيث شرع البريد السعودي منذ ثلاث سنوات تقريبا بتركيب صناديق بريد أمام كافة منازل ومباني جدة ، ولعل هذه من نتاج البدايات الطموحة والتي ذكرتها مفصلا في سابقا ووقفت مؤيدا لها ، حيث أمامنا مستقبل أكثر طلبا على الخدمة البريدية وأرى ولازلت أن سعادة الدكتور بنتن الرجل المناسب في المكان المناسب متوسما تطويرا يواكب العصر ومتطلباته وتوظيف ماتوصل إليه العالم اليوم من تكنولجيا لخدمة رسالة ومهام مرافق البريد. ولاشك ان الدكتور محمد بمشرطه الحرفي والتقني عالج الكثير من تلك السلبيات ، ولعل بريد المنازل خطوة جبارة جديرة بالإهتمام ، ولعلها سنوات قليلة ونجد البريد يخدم نفسه بنفسه ماديا ، وهنا لابد أن اشير إلى ملاحظات مهمة لاتقلل من تلك الجهود الجبارة لكنها قتلت الفكرة وقلبتها رأسا على عقب وهي أن تلك الصنادق تهشمت وكأنها مصنوعة من ورق ، وهذا خلل واضح في الجودة وأصبحت تلك الصناديق عبئاًعلى البريد وتشويها للمنظر العام حيث تعكس سلوكيات مشينة ما كانت لتكون لو أن تلك الصناديق صنعت وفق مواصفات جيدة ، ثم انه بعد ثلاث سنوات للأسف وعلى وضعها المزري الحال زاد البريد ( الطين بلة ) بتركيب لوحات رقمية مع كل مجموعة بميزانية أخرى ولا أدري كيف أقدم البريد على ذلك وهو يرى الحال المؤسف له لوضع تلك الصناديق ، ثم أخشى أن تحصر مؤسسة البريد جلّ جهدها على هذا المشروع الذي لم تراع المواصفات المناخ وجودة الخام وحسن اختيار أماكن التركيب وكأن الشركة المنفذة تريد ان تتخلص من الصناديق بأي طريقة حيث أن بعضها قد ركبت في مواقع غير مناسبة ، ولقد تفاجأت بأن صناديق البريد الخاصة بمنزلي قد ركبت في مكان غير ملائم البتة ، ولاشك أن غيري كثير وكأن هم الشركة كما اسلفت التخلص من تعهدات التركيب كيفما أتفق ، وأخشى مستقبلا أن يستقطع من ميزانية كل عام إعتمادات كبيرة لخدمة مشروع لم يوفق في تأسيسه ، والمسألة لم تعد حصرا على خسائر صناديق ولوحات رقمية بل زيادة موظفين وسيارات وخلافه مما يتطلبه مثل ذلك من مشاريع ، وأخشى ان يظهر علينا البريد مستقبلا بطلب إعتمادات حماية ونظافة للصناديق وعندها ستكون الأمور أكثر تكلفة. .. كان البريد سابقا يجدد الإشتراك لمستخدمي الصناديق كل ثلاث سنوات ، واليوم نجد انه يحددها سنويا دون مراعاة لظروف المشتركين من شركات وأفراد ، وأن التجديد كل سنة يتطلب مراجعات عدة وكذلك موظفين أكثر هنالك اقسام هم بحاجة ماسة لخدماتهم ، افلا تعيد المؤسسة النظر في ذلك لما فيه مصلحة الجميع. اعيد وأكرر هذه السلبيات لن تؤثر على ثقتنا في الدكتور محمد ومن حوله في تجاوز هذه العقبات التي ما كانت لتكون لو أجدنا البدايات ونقحنا أجندة العمل من التعهدات الهشة التي قد تسيء لهذا المرفق الحيوي.. هذا وبالله التوفيق