من صفقة ياسر مرورا بولي ونيفيز ورادوي وإلى أن تقف على حدود الهوساوي أسامة هناك من وثائق النجاح ما يكفي تأكيدا على أن الهلال والهلال فقط يكاد يكون الفريق السعودي الأوحد الذي امتهن التمسك بالصفقات الاحترافية الناجحة . ففي سباق البحث الدؤوب عن اللاعب المحترف لا تزال الصفقة الناجحة مدونة باسم الأزرق ومحفوظة باسم إدارته التي بذلت الغالي والنفيس حتى نالت مرادها والمراد الذي أعنيه هو البطولات . الهلال الذي تفرد بالقمة وتفرد بأرقامها الذهبية لم يعتمد على سجلات مضروبة ولم يهتم بتوصية سمسار غايته الربحية بقدر ما اهتم واعتمد على فلسفة الاختيار الواقعية ومن يسلك مسلك الواقعية في العمل والقرار والتخطيط حتما سيجد فرصته بالنجاح أكبر من فرصته في الإخفاق . أندية مقارنة بالهلال دفعت ودفعت ودفعت لكنها في الأخير خرجت من المولد بلا حمص فلا هي توصية السماسرة قدمت المفيد ولا هي تلك الملايين ذهبت إلى حيث مكانها الصحيح وبالتالي استمرت هذه الأندية تسير ولكن دونما تصل بعد إلى أهدافها لا سيما تلك الأهداف التي تختص بجانب المحترفين وجانب استقطابهم . الأهلي خسر كثيرا والسبب السماسرة والنصر أخفق مرارا وتكرارا والسبب ذات السبب الذي بات من عناوين الشباب والاتفاق والوحدة وبقية الأندية التي لا تزال تخسر الجهد وتخسر المال وتخسر قبل هذا وذاك فرصتها الحقيقة في المنافسة كنتاج طبيعي أولا لسوء الاختيار وثانيا لكون هذه الأندية أو معظمها تعتمد على قناعات السماسرة وتوصياتهم أو بالأحرى على قناعة بعض المدربين الذين يحاولون دائما رفع مدخولاتهم المالية عن طريق محترفين متواضعين يتم جلبهم بالعشوائية المقصودة التي تستفز مشاعر العاقل . ما أود قوله إن مهمة استقطاب اللاعب المحترف مهمة فكر قبل أن تصبح مهمة مال ومن يمتلك الفكر الجيد قبل المال يستطيع الحصول على صفقات ناجحة تقدم الإضافة وتصنع الفارق وتساهم في تدعيم حظوظه ليكون هو الأقرب لنيل شرف البطولة . فهل تستوعب هذه الأندية التي أخفقت كثيرا في عملية جلب المحترف الناجح من دروس الماضي وهل من الممكن أن تنجح هذه الأندية من فهم المضامين الصحيحة التي قدمها الأمير عبد الرحمن بن مساعد في جوانب المحترفين وعملية استقطابهم بالطبع درس الهلال والهلال تحديدا مهم ومفيد ومن يملك ويمتلك المقدرة على استيعابه بالشكل المطلوب سيظفر بالصفقة الاحترافية الناجحة وليس العكس. أما عن أسامة هوساوي كلاعب وكنجم وكقائد وكمحترف فهو من بين قائمة كل المحترفين لا يزال الأنموذج المثالي الذي يحكي حقيقة الاحتراف وحقيقة كيف يجب أن يكون . أسامة لم يعتمد على توصية إدارية ولم يكتف بنصيحة فنية من مدرب ولم يقف على حدود إعلام يشيد ويمتدح ويثني بل على نقيض كل ذلك أسامة يكاد يكون المحترف السعودي الوحيد الذي يبادر دائما في تطوير مستوياته ذاتيا. أسامة هوساوي لاعب سعودي بمواصفات أوروبية متكاملة وكم نتمنى أن يسود هذا النموذج كثيرا في بقية انديتنا وسلامتكم.