نادى مدير تعليم إحدى المحافظات الكبيرة بفصل ثلاثة طلاب في الثالث ثانوي: سعودي ووافدين لاعتدائهم على مدير المدرسة ثم الاعتداء على سيارته في مواقف السيارات وتهشيمها. قال أحد الطلاب الذي رفض الإفصاح عن اسمه إن سبب فصل المدير للطلاب يكمن في غياب الطلاب المتكرر وهروبهم من المدرسة، ومحاولة المدير القضاء على المشكلة من خلال إبلاغ ذويهم، مما يعني أن حالتهم ملء سمع المدرسة وبصرها. اعتداءات الطلاب على بعضهم وعلى معلميهم ومديري مدارسهم يظهر من حين لآخر، ويرفض البعض أن يسميه ظاهرة في تكرار مؤلم لحالة إنكار أن يكون لدينا مخدرات أو إيدز أو غير ذلك من المشكلات قبل عدد من السنوات. ظاهرة الغياب والهروب من المدرسة قديمة جدا منذ أيام الحواري، وقد أشار إليها في سخرياته الراقية «أحمد العرفج» في المدينة أمس، ومن بين ضحاياها الداعية العالم «عبدالله بانعمة» شافاه الله وزاده فضلا ونعمة. هاتفت مدير التعليم فلم يرد، لكنني حين شرعت في كتابة المقالة لقيته يكلمني، فأوضحت له ما أنا فيه فقال: أمامي لائحة تلزمني بالفصل، وإلا فإنني لا أراه، وهناك بدائل، وأتمنى لو يتنازل المعتدى عليه في ظل اعتذار ولي أمر المعتدي لو تحقق. لتعليم جدة فيما رأيت إسهام رائع في سجن جدة حيث استطاعوا توظيف البعد التربوي والمعرفي في تهذيب سلوك الشباب في السجن، وأتمنى أن تشمل هذه الظاهرة ذوي الانحرافات السلوكية، بحيث يقضون في السجن ما يسمح لهم بضبط سلوكهم وتصحيح مسارهم والحصول على تأمل يجعلهم أسوياء أصحاء. السجن ليس الحل المناسب، لكنه أفضل من الفصل الذي يلقي بطالب في آخر أسبوعين من المرحلة الثانوية إلى الشارع الذي لن يعطيه غير الضياع والجريمة والمخدرات، وقد يكون السجن هنا بحسب العمر ما بين دار رعاية أحداث أو السجن لإصلاح سلوك عدواني أو انحرافي.