(وردا على سؤال لصحيفة "الحياة – أمس": ألا تشعر بالحرج من أنك تدعو إلى إقامة أكاديمية للأحلام؟ قال الشيخ يوسف الحارثي: هذا علم من علوم الشريعة وليس حكرا على أحد، أما من يعترض على ثقافة تأويل الأحلام فهم إما من العوام أو من طلبة العلم الشرعي غير المتخصصين في هذا الفن). الشيخ يوسف أعلن عن افتتاح "أكاديمية تفسير الأحلام" التي يسعى إلى اعتمادها رسميا بحيث تكون جامعة أهلية أو معهدا تدريبيا معتمدا، وهناك 800 دارس في الأكاديمية القادمة بدؤوا فعلا دراستهم بالمراسلة عبر الإنترنت في انتظار فتح الأكاديمية التي ستعطيهم شهادات تخرج تتدرج من الدبلوم العالي والماجستير حتى الدكتوراه. (اللهم لا اعتراض) لكنني مساهمة في تسريع الإجراءات، فكرت مليا في الجهة التي يمكنها اعتماد الأكاديمية رسميا فالدارسون موجودون، والمدرسون لا مشكلة في استقطابهم من الداخل والخارج، وبعد تأمل تساءلت هل الشيخ يوسف وأمثاله من مفسري الأحلام يعملون بترخيص رسمي أم أنهم مثل أهل الرقية الذين أصبحوا أكثر من عدد منسوبي الصحة في قطاعيها الأهلي والحكومي؟ إن كان أهل الأحلام يعملون بترخيص فالجهة التي رخصت لهم لا شك ستفرح بأكاديمية الأحلام ولن تكتفي بمنحها الترخيص بل لابد أن تدعمها ماديا مثلما تدعم الدولة التعليم الأهلي وتسهل إجراءاته، وإن كانوا يعملون بدون تراخيص مثل أهل الرقية، فليتوكل الشيخ يوسف على الله ويفتح أبواب الأكاديمية، ولن يعترض عليه أحد وأقترح عليه أن يخصصها مباشرة للدكتوراه، إذ لا داعي لتضييع وقت الدارسين في دبلوم ولا ماجستير، وليجعلها مزدوجة للرقية وتفسير الأحلام، الدكتوراه أكثر إغراء للدارسين. فالتجربة الواقعية تقول هناك فرق شاسع بين لقب الدكتور – حاف – وبين لقب الشيخ الدكتور، فكيف تكون سطوة من يحمل لقب الشيخ الدكتور الراقي ومفسر الأحلام، هذه قوة رباعية تجعل من لا يرى أحلاما في مناماته يعض أصابع الندم كل صباح، فيتوهم أنه مصاب بمس أوعين فيتوجه تلقائيا إلى – الشيخ الدكتور الراقي ومفسر الأحلام – يرجوه أن يرقيه ويفك عقدته ليحلم كل ليلة، وهكذا تتسع دائرة الرزق، وهكذا يجد خريجو الأكاديمية أن المجتمع كله صار من زبائنهم حالمين وواهمين، وهكذا سيتدافع طلاب علم الأحلام والرقية على الأكاديمية التي لن تجد بدا من افتتاح فروع في كل محافظة وقرية فمستقبل خريجيها مضمون، ومن الذي يستطيع منع الناس من أن يحلموا أو يتوهموا ومن يستطيع منع خريجي الأكاديمية من تفسير أحلامهم أو رقيتهم، وكله حسب الضوابط الشرعية. الأفكار الإبداعية هي التي تستثمر ثروات الأمة، والأحلام ومطاردة الوهم ثروة لن تنضب.