اعتادت المجتمعات منذ فجر الحياة المدنية على سماع قضايا الرأي العام عن طريق وسائل الاتصال المختلفة سواءً المرئية منها أو المقروءة أو حتى المسموعة , وفي كل قضية أو حدث يشغل الرأي العام يكون فيه نوع من التفاوت والتباين في آراء المجتمع , منهم من يؤيد ومنهم من يعارض , ومنهم مهتم ومنهم ما دون ذلك , ولكن قد يكون الاتهام الباطل الذي تم توجيهه إلى الشيخ عائض القرني أحد أهم قضايا الرأي العام التي شغلت المجتمع السعودي , نظراًَ لمكانة الشيخ عائض في قلوب الفئة العظمى من المجتمع ونظراً لوجود اجماع من المجتمع على براءة الشيخ عائض القرني وعدم صحة ما نسب إليه من تهم في وسائل الاعلام, وعلى الرغم من اعتيادي على سماع أخبار ومعاصرة قضايا الرأي العام التي تطرأ في المجتمع إلا أنني لم أر تعاطفاً مثل ما حدث في موضوع الشيخ عائض القرني , اللهم لو استثنينا بعضاً من مثيري الأخطاء على علماء المسلمين والذين لا يستحقون حتى عناء الاشارة إليهم . وقد اتهم الشيخ عائض القرني بدعمه للإخوان المسلمين وأنه أحد المتسببين في سلسلة الاضطرابات التي تشهدها العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وتلك الجهات , وكأن تلك الجهات التي وجهت التهمة قد تناست بأن هناك اختلافاً فكرياً جوهرياً بين الشيخ عائض القرني وبين الجماعة , وأن هذا الاختلاف الجوهري في التفكير من المحال أن يلتقي , كما أن سيرة وتاريخ الشيخ عائض القرني تشهد على نزاهته وبراءته مما نسب إليه كما أنه سبق له أن زار أكثر من دولة ولأكثر من مرة ولم يثبت على سلوك الشيخ عائض القرني إلا كل خير , ومن هنا يتضح أن هذا الاتهام ليس سوى نوع من التخبط, بدليل عدم التفرقة بين من اتخذ الدين وسيلة للوصول إلى أهداف سياسية , وبين من حمل الدين على عاتقه مخافة وجه ربه كما هي الحالة مع الشيخ عائض القرني وقد قام الشيخ عائض القرني بتوكيل أحد المحامين في مصر لرد اعتباره وحقوقه من الاتهام الباطل الذي وجه إليه , وهذا أبسط ما يمكن أن يقوم به الشيخ عائض القرني في سبيل تعويض الضرر المعنوي الذي لحق به ولكن كم كنت أتمنى أن ينال شرف الدفاع عن الشيخ عائض القرني أحد المحامين الأكفاء الموجودين في بلادنا , حتى نثبت كفاءة المحامين السعوديين من ناحية , وحتى لا تثار الأقاويل حول توجهات الشخص الذي سيتولى الدفاع عن الشيخ عائض القرني وأن توجهه يمثل توجه الشيخ وفكره وهو الأمر الذي قد يستغله بعض من ضعاف النفوس والذين يبحثون عن الشهرة على حساب واحد من أهم أعلام الإسلام في وقتنا الحاضر , وكل ما أرجوه في النهاية هو أن يوفق الشيخ في أخذ حقه رغم يقيني بأنه مهما كان حكم المحكمة فإنه لن يكفي لتضميد ما أصاب الشيخ في نفسه . والله من وراء القصد ,,,