لو تخيلنا أن مدرب المنتخب الأرجنتيني مارادونا استبعد الأسطوري ليونيل ميسي من قائمته في كأس العالم المقبلة، ترى ما الذي سيحدث؟ طبعاً من الطبيعي جداً أن يحدث ذلك زلزالا في العالم، قد يؤدي إلى إبعاد مارادونا، وربما طرده بصورة مذلة، لأنه ارتكب جريمة في حق الباحثين عن متعة كرة القدم. ليس ذلك فحسب، فميسي كما يتفق عشاق كرة القدم اليوم على أنه إحدى عجائب الدنيا الجديدة، فهو أفضل لاعب في العالم بلا منازع، وهداف الدوري الإسباني. واللافت أن الدوري الإسباني، وحتى الإنجليزي في مواسم سابقة، والإيطالي، يذهب لقب الهداف فيها إلى لاعب غير مواطن \"أجنبي\"، كما هو الحال في الدوري الإسباني هذا الموسم. لكن الدوري الإنجليزي كسر هذه القاعدة في الموسم الحالي حتى الآن بتصدر الولد المدلل واين روني، نجم المان يونايتد الهدافين بعد الجولة ال35 بفارق هدف عن نجم تشيلسي ديديه دروجبا. أما الدوري الايطالي، فتبدو الأمور محسومة لهداف هذا الموسم، حيث ذهب اللقب إلى نجم أودينيزي، والمنتخب الإيطالي، صاحب ال32 عاماً أنتوني دي ناتالي. هنا في الدوري السعودي، حقق لاعب وسط الهلال محمد الشلهوب لقب هداف دوري زين، وهذا اللقب يؤكد أن الشلهوب نجم موهوب وشجاع. وأقول شجاع؛ لأنه لاعب يثق بقدراته، ونفسه، فهو من نوعية اللاعبين الذين لا يحملون في قاموسهم أي نوع من أنواع التردد، أو الخوف، فتراه يصوب على المرمى، ويتقدم لتنفيذ ضربات الجزاء، وهذه الخاصية، وأعني التقدم لتسديد ضربات الجزاء، أو الترجيح، تحتاج لاعبين يمتازون بالشجاعة والثقة، وهؤلاء قليلون جداً، ومن هنا كان الشلهوب هدافاً للدوري. ذلك لا يلغي نجومية الشلهوب، وأحقيته باللقب، كما يحاول البعض بحجة أن لقب الهداف جاء من نقطة الجزاء، ونفس الشيء فعله ميسي، ويفعله كثير من النجوم العالميين. المشكلة لدينا أننا لا نعرف من النقد إلاّ التجريح، حتى إن ثلاثة أرباع كتاباتنا لا يتوافر فيها أسلوب النقد الهادف، وكثير من الكتاب يجتهد كثيراً في البحث عن معلومة يحاول بها أن يشوه إنجازاً للاعب، أو لقباً حققه. إننا مطالبون كتاباً ونقاداً، بأن نمنح الميول والعاطفة للنادي الذي نحبه إجازة عندما نمسك بأقلامنا، فهناك أوقات نحتاج فيها أن نكون أصحاب رأي صادق بعيداً عن كل المؤثرات والدوافع الأخرى. ولذلك كان استبعاد مهاجم الأهلي مالك معاذ من قائمة مدرب المنتخب بيسيرو الأخيرة منطقي جداً، أما غير المنطقي فهو عدم استدعاء نجم الاتحاد وقائده محمد نور، وتجاهل حارس المرمى الكبير مبروك زايد. إذا أردتم رأيي في أبرز نجوم الموسم الحالي، فمن وجهة نظري أن لاعب المحور الدفاعي في الاتحاد سعود كريري، هو أحد اللاعبين الذين يشعرونك بوجودهم وغيابهم في آن واحد، وهو اللاعب المؤثر في قائمة فريقه الأساسية، فقد كان وما زال أحد العناصر المهمة في فريقه، غير أنه قدم نفسه في هذا الموسم بصورة مختلفة، وهو نموذج للاعب المحافظ، والمحترف الحقيقي الذي يعرف حقوقه وواجباته، وتلك هي أسرار تألقه اللافت. وعودة لمباراة النصر والهلال في كأس الأبطال، فإن وصف مدير الكرة في الهلال سامي الجابر لحكم المباراة، المواطن السعودي، خليل جلال الغامدي ب\"الجبان\"، هي أكبر وأقسى من عقوبة وقف أربع مباريات، وغرامة عشرة آلاف ريال. أما رئاسة الأهلي، فإن المنطق يقول بعد الكثير من التجارب، أنها تنتظر من يدفع أكثر، هذه هي الحقيقة، أما الحقيقة الأخرى التي لا تغيب عن المنصفين، فهي أن الفكر منبعه النادي الأهلي، ومصدره الأمير العاشق خالد بن عبدالله. الآن، سأقول شكراً لرئيس الأهلي المستقيل عبدالعزيز العنقري، وأهلاً برئيس الأهلي الجديد، الذي يجب أن يكون صاحب مواصفات \"خاصة جداً\"، تستطيع أن تتلاءم مع \"خصوصية\" الأهلي، في الملعب، وفي المدرج، وفي الفضاء. قلت في مقال الأسبوع الماضي إن التعاون لا يرضى إلاّ أن يكون بين الكبار، وهذا ماحدث، لكن الحدث الآخر أننا ودعنا فريقاً كبيراً، هان على أهله، وهو فريق الرياض الذي ذهب إلى دوري الدرجة الثانية، ولا ندري هل يعود أم لا؟