(هو أول لاعب سعودي طبق نظام الاحتراف وعمل عليه قبل أن تشهده ملاعبنا، كان يكره الخسارة وإن خسر الأهلي يحزن ليومين أو ثلاثة، لا أتذكر أنه تغيب أو تهرب عن أي لقاء ولم يختلق أي مشاكل ولم يساوم ناديه طيلة مسيرته البطولية) بعض مميزات النجم الكروي الفذ أحمد الصغير التي أباح بها الأمير خالد بن عبدالله في حديث صحفي للزميل باشا محمد ليصف لنا مسيرة نجم ورحلة عطاء وأسطورة كروية تمثل عملة نادرة من الوفاء والإخلاص، وعندما نتمعن في هذه المميزات التي التصقت بالنجم الراحل فإننا لا نستغرب أن تطرز البطولات الكبيرة مسيرته الكروية الناجحة، ولا نستغرب إذن إن حصد إشادات مدربيه وثقة مسئولي النادي في قيادة الفريق داخل الملعب فكما هو لاعب كرة قدم فنان فهو أيضًا قائد حكيم لفرقة الرعب داخل الملعب، وعندما نتمعن أيضًا في صفاته الشخصية وتعامله المميز مع زملائه ووفائه للكيان الأهلاوي فإننا أيضًا لا نستغرب في المقابل هذا الحب الجماهيري الجارف للاعب أحمد الصغير وهذا الوفاء في حياته ويوم وداعه الحياة مرتديًا شعار الأهلي كما ورد في التقرير الجميل للزميل حسين الشريف وكأنه أراد بذلك التأكيد على أن علاقته بناديه لم تنته عند اعتزال الكرة ولا يمكن لهذه العلاقة أن تتوقف إلا بموت الإنسان وامتثاله لسنة الله في خلقه.. كان النادي الأهلي وفيًا معه وهو يقيم له حفل اعتزال كبير بحضور نجوم الكرة ويقدم له الهدايا والسيارات ويرد له بعض الجميل الذي يستحقه أحمد الصغير الكبير في قلوب الرياضيين جميعًا والأهلاويين بصفة خاصة.. كما كان وفيًا معه وهو يقدمه كمدرب ليسخر خبراته الطويلة وما اكتسبه من تعامله كلاعب مع كبار المدربين العالميين أمثال ديدي وتيلي سانتانا.. في حياة أحمد الصغر الكبير بعطائه دروس وعبر لمن يعتزل ناديه ويعمل ضده ويثير جماهيره ولمن يهمل في أداء واجباته ويتهرب من مسئولياته، وفي حياته نموذج للاعب كرة القدم المخلص الذي يعطي بلا حدود ويريد أن يكون دائمًا في أفضل صورة فنية أمام الجماهير ودليل ذلك يتمثل في حرص أحمد الصغير رحمه الله على التدريب على تصويب الكرات الثابتة بعد كل تدريب يومي بمعدل خمسين مرة في الوقت الذي نجد فيه اللاعب المحترف اليوم متبرمًا من التدريبات ولا تهمه صورته كلاعب أمام الجماهير حتى وإن كان يتقاضى في زمن الاحتراف الحديث الملايين من الريالات عدا المكافآت والمرتبات، ولعل من المفيد الذكر أن لاعب الكرة في السابق يمنحه الحافز دافعية أكبر للبذل والعطاء فيما لاعب الكرة الحالي يمضي جل تفكيره وتركيزه في زيادة مداخيله المادية من عقود وإعلانات ولا يركز على تطوير قدراته فيضيع مستقبله ويهدر طاقته وإمكانياته وبالتالي نجده يمضي سريعًا إلى النهاية المحتومة في أذهان الجماهير والمغادرة السريعة لملاعب الكرة.. حتى أهدافه الجميلة تمثل مدرسة في التنفيذ المتقن فمن منا ينسى أهدافه بعيدة المدى في حارس منتخب العراق رعد حمودي وحارس نادي الهلال إبراهيم اليوسف والكثير من الأهداف الراسخة في أذهان الرياضيين في شباك الأندية والمنتخبات المنافسة فكما كان صورة للاعب المخلص مع ناديه كان صورة أيضًا من الوفاء والإخلاص مع المنتخب فكان نعم اللاعب المؤثر والقادر على أن يبقى دائمًا في الذاكرة.. لست متشائمًا، ولكن إذا أنجبت أنديتنا لاعبًا بمواصفات الكبير أحمد الصغير فإننا يجب حينها أن نتفاءل بمفهوم مثالي للاعب كرة القدم الذي نبحث عنه لأننا نسينا أننا لا نعيش في الماضي الجميل بل في زمن ارتباط اللاعبين بالشاليهات والاستراحات والثروات والسيارات الفارهة أكثر من ارتباطهم بملاعب كرة القدم وصالات التدريب لذا لن يجدوا في النهاية الحفاوة الجماهيرية التي وجدها لاعب كرة قدم يسمى أحمد الصغير!!