الفريق ضاحي خلفان المهيري قائد شرطة دبي ، رجل يجمع بين بساطة المواطن الأماراتي ، وصرامة رجل الأمن ، هذا الرجل سفر من الإنجازات ، و حديقة من الأفكار محصنة ضد رياح الصحراء و هجيرها النزاع للشوى . منذ تخرجه في كليّة الشرطة الملكيّة بعمان عام 1970 م ، وهو يدوّن بحروف من الذهب إنجازات خلاقة في العمل الحكومي والأهلي . رجل قوته في هدوئه وبساطته . والذي يطلع على سيرته الذاتية الحافلة بالمنجزات ، يدرك أن النجاح ليس طفرة جينية ، ولكنه مثابرة ودأب لا يعرف الكلل ، فالكلل في قاموس رجل الأمن يعني الإفلاس في مهمة لا تؤمن بأنصاف الحلول . ضاحي خلفان مواطن أماراتي متدين بالفطرة ، ولهذا امتدت أعماله الخيرية إلى كثير من البلدان راعيا للأيتام ، و بانيا لمدارس تحفيظ القران ، وضاحي خلفان رجل أمن من طراز فريد ، فقد نال جائزة أفضل شخصية تنفيذية في الشرق الأوسط ، وأبرز شخصية عربية في مكافحة المخدرات ، وأفضل مدير إداري في القطاع الحكومي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي ، وهو صاحب كثير من الإنجازات الأمنية لأمارة دبي ،أهمها غرفة العمليات الشرطية التي تعد أفضل غرفة عمليات شرطية في العالم ، ونظام المرور الألكتروني ، وبسبب من هذه الإنجازات الخلاقة فازت شرطة دبي بأكثر من 21 جائزة بين عامي 1998م و2003 م ( ويكيبيديا ). ضاحي خلفان ظاهرة عربية جديرة بالاحتفاء والتقدير ؛ لأنه جمع بين القوة والبساطة ، والفكر والإنجاز ، والعمق والاتساع . كثيرا ما تستوقفني أفكار لضاحي خلفان ، لا يمكن أن تصدر إلا من عقل حصيف ، و رجل مدرك لما يجري حوله ، والمرء مخبوء تحت لسانه كما تقول العرب . اغتيال محمود المبحوح القيادي في حماس على أرض دبي كان هجوما على الصقر في وكره ، ولكن ضاحي خلفان كان رجل الموقف بكل اقتدار . لقد خرج على قنوات الإعلام بعد عشرين ساعة من عملية الاغتيال ؛ ليقول : لم تعد القضية مسجلة ضد مجهول ، وتمكن ببراعة وبجهود من رجال الأمن الذين يقودهم من كشف عصابة القتل ، وقدم الأدلة القاطعة على تورط الموساد الإسرائيلي في الجريمة . ولأول مرة في تاريخ الموساد يقوم جهاز أمني بفضح ممارساته ، وتوبيخه ، وامتحان أخلاقياته ، و كان إنجاز شرطة دبي في كشف عقلية الرجل الصهيوني والدولة العبرية يفوق إنجاز جامعة الدول العربية منذ تأسيسها . ضاحي خلفان لا تتجلى قوته في كشف ملابسات الجريمة ، ولكن في قدرته على الإمساك بخيوط الجريمة ، و ظهوره اللاعب الوحيد في مراثون التحدي ، و قدرته الفذة على إحراج الحكومة الإسرائيلية ، وتعريتها أمام العالم ، على أنها حكومة دموية ، وكسب ضمير العالم إلى صفه ، فالعالم الذي يقف صفا واحدا ضد الإرهاب لا ينبغي أن يقبل بجريمة إرهاب على ثرى بلد آمن يسجل حضوره الخلاق في سجل الشهود الحضاري الخلاق . ضاحي خلفان نقطة ضوء في ليلنا العربي الدامس ، و لحظة نصر في زمن الهزائم العربية يجب أن نحتفي بها ، ونتعلم منه في إنجازاته أن الخليج ليس نفطا ، وأن قوة الأوطان ليست في مساحتها الجغرافية ، ولكن في رحابة وعي حراسها، و قدرتهم على صناعة الحياة ضد من لا يتقن سوى صناعة الموت.