تعرف الكاريزما بأنها: الروح التي تبعث الطاقة العاطفية المؤثرة في الناس على المستوى الفكري أوالحسي أوالانفعالي بواسطة، التواصل البصري، نبرة الصوت ودرجته، المهارة الخطابية الملامسة لحاجة الناس، الهيئة ولغة الجسد والحالة التي تسود الجو العام. الكاريزما كلمة (Charisma) في أصلها اليوناني تعني الهدية أوالتفضيل الإلهي، فهي تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص .. وهي القدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسديا وعاطفيا وثقافيا، سلطة فوق العادة، سحر شخصي، شخصية تثير الولاء والحماس .. و قد حاول البعض ترجمتها إلى «سحر الشخصية»، أو «قوة الشخصية» أو غيرها. وأعتقد أن في حياتنا مروا أشخاص مؤثرون سواء كانوا أساتذة ندين لهم بالفضل والعرفان، أو شخصيات اجتماعية أو تاريخية غيرت مجرى الأحداث ومنهجت حياة الشعوب. أتذكر أساتذة نبلاء من أبناء الوطن ومن الأشقاء العرب كانوا يحملون هذه الكرامة الربانية، وأتذكر أيضا آخرين ظنوا أن قوة الشخصية وتأثيرها يكمن في الشدة والغلظة والإرهاب التعليمي، ومع ذلك فشلوا في تأسيس قيم إنسانية وذهبت أفكارهم المتشددة أدراج الرياح، بل إن بعضهم مروا بانتكاسات نفسية وارتكاسات أخلاقية!. على مستوى قريتي الجنوبية (النصباء) الغارقة في رائحة الريحان والبعيثران، برزت شخصيات تحمل كاريزما استثنائية، ومن هذه الشخصيات رجل عظيم يلقب ب (شريم)، وقد توفي قبل أشهر عليه سحائب الرحمة وغيوم المغفرة، فيما أرى أنه كان مؤهلا لكي يقود جيشا جرارا، أو حزبا وطنيا، أو قبيلة من الفرسان، ملامحه القوية وبسطة الجسم وحكمة العقل ومنطق الحجة الذي كان يمتاز به، في كل مناسبة حزينة أو مفرحة تجده يتصدر القوم هاشا باشا، مطلقا عبارات الترحيب وأساريره تفيض بشرا وبهجة، كنت أقول لأحد الأصدقاء وأراهن على ذلك: لو أن مشيخة القبائل تؤخذ بالانتخاب لأصبح شريم شيخ شمل وليس شيخ قبيلة فقط!. وعلى نطاق أوسع وأوسع نلمس هذه الجاذبية تتجسد في شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهذا ليس تعاطفا شخصيا أو انحيازا وطنيا، بل إجماع عربي / إسلامي، وذلك حسب ماورد مؤخرا بأن خادم الحرمين الشريفين يصنف ضمن أقوى الشخصيات المؤثرة عالميا. يقول الدكتور أس. روب سوبهاني صاحب كتاب (خاص يتحدث عن شخصية الملك عبدالله): «إن هذا الملك أمين، نبيل، حريص على الاهتمام بأمور الفقراء والمحرومين،كما يبدو أنه لا يطيق التملق ويكره الكذب قبل كل شيء، وقد قيل لي إن الناس يلاحظون أن الملك يكون عادة في أحسن أمزجته بعد حضوره افتتاح جامعة جديدة أو مشروع تنموي جديد من شأنه أن يساعد شعبه ..» ويكفي.