كثيراً ما نردد ونسمع مصطلح «كاريزما» - charisma - وهي التي نطلقها على من لديه صفات تتمثل في «قدرة خارقة، جاذبية، سحر وأناقة، فرض احترام». هذا هو المعنى الشامل لمن لديه كاريزما، وليس شرطاً أن يكون شخصاً، فيمكن أن يكون فريقاً، أو منتخباً، أو برنامجاً، أو كاتباً، أو شيخاً، أو أميراً، أو وزيراً. ولعل أول من لديه كاريزما ربانية هو ملكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله ونصره»، فقد وهبها الله سبحانه محبة الناس له، بتواضعه وإنسانيته، وشفافيته، وتلقائيته، وعفويته، وصدقه. لقد جمع الله كل صفات الخلق الحميدة في نفس هذا الملك العادل، فأثر بشخصيته الفريدة على مواطنيه، فنال حبهم وصدق مشاعرهم، وهذا ما لمسناه أيضاً في شعوب الدول العربية التي تعتبر الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائداً عربياً فذاً. ولذلك يعرف ال«كاريزميين» على أنهم أصحاب تأثير في من يعرفونهم، أو يخالطونهم، أو حتى يتعاملوا معهم، ومن ذلك ما يحدث في المنافسات الرياضية على سبيل المثال. فعلى مستوى كرة القدم العالمية يبقى منتخب البرازيل المنتخب الوحيد في العالم الذي يتميز ب«كاريزما» عالية أمام منافسيه، وأمام جماهير كرة القدم العالمية، سواء كان هو الفريق البطل، أو كان يخوض لقاءً ودياً. وإذا ما تحدثنا عن اللاعبين، فلاعب مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي هو أحد أهم الأسماء التي تزرع الرعب في قلوب مدافعي الفرق المنافسة وحراس المرمى، نتيجة لحضوره الطاغي وأدائه البارع. ولا شك في أن الكاريزما لدى لاعب، أو فريق، أو منتخب تولّد الخوف لدى المنافسين، وهذا ما يحدث مع فريق برشلونة الاسباني عندما يواجه خصومه، وهو ما كان يحدث أيضاً مع المنتخب السعودي في فترات سابقة، اذ لم يكن أحد يستطيع أن يتجرأ على الأخضر. لذلك نجد في حياتنا اليومية وفي مجالسنا مع أصدقائنا من يتحدث عن فلان من الناس أن لديه «فوبيا» - phopia - وهي ما تعرف بالفزع والرعب والخوف. ولأننا سنمر غداً بمنعطف مهم لكرة القدم السعودية ومنتخبها الأول في مباراة مفصلية ومهمة تأتي ضمن تصفيات كأس العالم 2014 أمام منتخب تايلاند، فإنني أضع المصطلح الأول ال «كاريزما» أمام لاعبي منتخبنا، وأذكرهم بشخصية منتخبنا يوم كان منتخباً يخشاه المنافسون. فهل يزرع نجوم الأخضر ال phopia في قلوب لاعبي المنتخب التايلاندي، ويضعونه في موقعه الحقيقي، ويردون عملياً على مساعد المدرب الذي تجرأ كثيراً على الأخضر وتاريخه؟ نتمنى ذلك، وبالتوفيق ل«الصقور». [email protected]