بحت أصوات صغار المساهمين في سوق الأسهم السعودية وهم يصرخون قبل أن تحل بهم الكارثة التي لا زالت السوق تعاني من ويلاتها حتى تاريخه، كانوا يناشدون الجهات المعنية بأن تهب جادة يومها لانقاذهم فقد استشعروا الخطر وأن هنالك من يتلاعب في السوق فصنفوا السوق إلى هوامير وضحايا ولم يلتفت لهم احد بل كان يومها مسؤولو السوق يدعون أن السوق تحت السيطرة حتى وقعت الفأس في الرأس فكان ما كان، وقد اساء ذلك لسمعة السوق السعودي ورسمت مزيداً من الشكوك ومضت الأيام تتعاقب لتكشف في الأخير أنه بالفعل هنالك هوامير استغلوا المناصب فخانوا الأمانه وكان ذلك على حساب صغار المساهمين من ذوي الدخل المحدود. إن ماحدث بكل المعايير يعتبر سرقة لحقوق المساهمين في رابعة النهار وخيانة للأمانة وإهمال للمسؤولية لا تكفي الغرامة وحدها في ردع اولئك وامثالهم ممن خدعوا الذين ائتمنوهم مئات الملايين عادت بعد المتابعة الجادة والرقابة الصارمة وهنالك اضعافها لا زالت تنتظر أن تحاسب وفي كل الحالات يجب أن يحال هؤلاء المختلسون المتربصون بأموال الضعفاء إلى القضاء للاقتصاص منهم نظير جرائمهم التي تسطر ضمن جرائم الأموال ومن حق الضعفاء الذين تأثروا ان يحصلوا على شيء من حقوقهم فالأجهزة التي كشفت المختلسين قادرة لا شك على تحديد من تضرر من ذلك التلاعب في الزمن والشركة لقد صُدم المجتمع السعودي بهؤلاء المختلسون وقد كان يحسن الظن بهم فإذا هم أول من يستغل طيبته وينهب حقوقه ليبني له مجداً وهمياً على حساب عرق وشقاء اولئك الضعفاء. اين هؤلاء الذين ضعفت ضمائرهم أمام المادة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنني ادعوهم وقد ركضوا على مسرح الحياة أن يعيشوا لحظات روحانية إيمانية مع نموذج من الآف النماذج الخيّرة التي تعج بها المجتمعات الإسلامية من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ولعل البطل الذي اخترته ليكون نموذجاً لهؤلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية هو ابو الدحداح رضوان الله عليه حيث دخل شاب على الرسول صلي الله عليه وسلم يشكو أنه كان يعمل سوراً حول بستانه فقطع طريق البناء نخله لجاره حيث طلب منه ان يتركها لكي يستقيم السور فرفض و طلب منه ان يبيعيه اياها فرفض فطلب الرسول ان يأتوه بالجار أتي بالجار وقص عليه الرسول شكوى الشاب فصدق الرجل على كلامه فسأله الرسول ان يترك له النخلة او يبيعها له فرفض الرجل فأعاد الرسول قوله بع له النخله ولك نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائه عام لكن الرجل رفض مرة اخرى فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعى ابا الدحداح فقال أأن اشتريت تلك النخله وتركتها للشاب ألي نخلة في الجنة؟ فأجاب الرسول نعم فقال ابو الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا ؟ فقال الرجل نعم فمن في المدينة لا يعرفه ذو الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق فقال ابو الدحداح بعني نخلتك مقابل بستاني فنظر الرجل إلى الرسول غير مصدق ما يسمعه ووافق واشهد الرسول الكريم والصحابة على البيع فنظر ابو الدحداح الى رسول الله سائلا إلى نخلة في الجنة يارسول الله ؟ فقال الرسول لا فبهت ابو الدحداح من رد رسول الله فأستكمل الرسول قائلا عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة وانت زايدت على كرم الله ببستانك كله ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنة بساتين من نخيل اعجز علي عدها من كثرتها وعندما عاد الرجل الى امرأته قال لها :لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط فتهللت الزوجه من الخبر فردت عليه متهللة :ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع فكم نحن بحاجة إلى أمثال ابي الدحداح ليختفي لصوص الاسهم ولتستقر السوق والأحوال.