تفرض علينا الأحداث أحياناً أدواراً لانجيدها.. لكننا نجد أقلامنا مضطرة للتعامل معها كل حسب فكره وكل حسب معرفته. نتعامل مرة من باب المجاملة، ومرة من باب تمشية الحال، أما الثالثة فالسائد أن التعامل يدون تحت مفهوم التعايش وتبادل المصلحة.. أعني مصلحة الانتماء للأندية حتى لو كلفتنا هذه المصلحة افتقاد مصداقيتنا مع المهنة أولاً وافتقاد الاحترام المطلوب مع القارئ الذي تاهت به الطرق وهو يبحث عن نقد الحياد لكنه في الأخير لا يجد أمامه أكثر من عبارات فيها من التعصب والانحياز ما يتعب العين والعقل معاً. أين الخلل.. أين واجهته؟ هل في أقلامنا أم أن هذا الخلل ليس إلا نتاجاً فرضه علينا واقع الرياضة وواقع المنتمين والعاملين فيها؟ لن أميل للأولى.. لكنني واثق بأن الثانية هي من قادتنا وقادة معنا الإعلام الرياضي إلى حيث دائرة العواطف ودائرة الانتماء ودائرة التعامل بمعايير هي من تنافي حقيقة النقد وأدواره. تحولنا وتحولت أقلامنا إلى اتجاهات لا تختلف عن تلك التي يقطنها المشجع المتعصب ، نكابر ونتحايل.. وإذا ما سنحت لنا فرصة تمرير المرفوض سرعان ما نفعل ذلك ولا نهتم طالما أن الغاية هي غاية عاطفة وطالما أن الهدف هو هدف نادٍ نعشقه. أزمة نعيشها وقضية يتعايش معها القارئ، أما بعد الأزمة والقضية فالهلال اليوم على المحك إما أن يحل العقدة ويكسب وإما يعود إلينا من دوحة قطر مثلما سبق أن عاد منها خاسراً حلم العالمية بسبة (أم صلال). الهلال دائماً ما يخسر الآسيوية سريعا، والسبب عقدة الأندية الخليجية، فمن عين الإمارات إلى أم صلال هناك معضلة يجب على الهلاليين الوقوف أمامها كونها (مشكلة).. والمشكلة تحتاج لمن يشخصها ويضع حلولها لكي لاتذهب الفرصة ويصبح زعيم نصف الأرض بعيداً عن عالميته. الفرق الخليجية لا يمكن مقارنتها بالهلال، لكنها برغم ذلك تشكل عقبة في طريق الأزرق، وعندما أوصم هذه الفرق الخليجية بالعقبة فذلك لمعرفتي بأنها تؤمن بأن الفوز على مثل هذا الفريق الذي تزعم أكبر قارات الدنيا يعد بالنسبة لها (بطولة).. حتى وإن لم تفز فمجرد إعاقة مسيرته هي كذلك (إنجاز). الأهلي.. الهلال.. الاتحاد.. الشباب هم الأربعة الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية تشريف الكرة السعودية والدفاع عن تاريخها الآسيوي، ولأن المهمة بدأت بالأمس وستكتمل اليوم فمن الضرورة أن يحرص الجميع على استيعاب المراحل الماضية من هذه المسابقة حتى لاتقع في فخ الخسائر وتصبح في الأخير على هوامشها مثلما حدث في آخر بطولة عندما خرج الشباب وودع الهلال والاتفاق وعجز الاتحاد عن إكمال المشوار بالفوز باللقب. هي مهمة تحتاج لبذل المزيد من الجهد والمزيد من العمل، ففي بذل الجهد مع العمل السليم هناك ما قد يكفي لأن يصبح البطل القادم سعودياً بإذن الله. ختاماً النصراويون اتخذوا القرار الصائب، وأي إجماع على إدارة فيصل بن تركي هو إجماع على مصلحة النصر.. مع العلم أن النصر الذي غاب هذا العام سيكون نجماً ساطعاً عاجلاً وليس آجلاً.. وسلامتكم. تنويه : كما ذكر الأستاذ علي الزهراني بدأت مباريات أنديتنا أول أمس الثلاثاء إذ لعب كل من الإتحاد في إيران ولعب الأهلي في جدة ولعب بالأمس الأربعاء كل من الشباب والهلال وهو يوم نشر مقال الأستاذ علي في صحيفة الرياضية ، ولذلك جرى التنويه حتى لا يحدث اللبس لدى القارئ ويظن أن الأستاذ علي الزهراني قد أخطأ.