الأول يريد بلوغ اللقب الخمسين والثاني يطمح في رد الاعتبار وما بين هذه المطامع والرغبات الكل فائز ففي حضرة سيدي سلطان الخير وفي حضوره تكمن (البطولة) ليس لهذا الثنائي الذي نترقبه بعين الحب وإنما لكل من ينتمي للرياضة ويدعمها ويشجعها. جميل ونحن نستحضر الكلمات أمام هذه المناسبة الغالية أن يلتقي سفير الوطن مع زعيم نصف الأرض وجميل ونحن نقتبس من مفردات المبدعين في علوم الأدب والشعر والثقافة أن ينصهر الماضي بالحاضر لكن الأجمل الذي يفوق هذا وذاك فنراه ماثلاً في هذه الرعاية الأبوية التي يرعى من خلالها ولي العهد النهائي ويشارك فيه أبناءه الرياضيين يحفزهم ويشد على سواعدهم ويقدم في نهاية المطاف كأسه الغالية لمن يكسب وينتصر ويفوز بغلته. وهذه الرعاية الحانية هي في فهم الجميع أبلغ من كل البطولات وأعظم من كل المنجزات فالسلام على ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز (حفظه الله) يمثل الإنجاز بأم عينه ولن يصبح الهلال خاسراً ولن يعتبر الأهلي نفسه مهزوماً بل على العكس فهؤلاء الذين يطرزون الميدان هذا المساء بإبداعات نجومهم فائزون مثلما نحن وبكافة مشاربنا الرياضية كذلك منتصرون برعاية هذا الغالي الذي يمثل لنا وللوطن الشيء الكثير. هي مناسبة لها من البعد الصحيح ما يجعلني أبارك للجميع قبل أن تنتهي المهمة طالما أننا متفقون على أن رعاية سلطان الخير هي (البطولة). فمبروك للهلال وصوله ومبروك للأهلي حضوره ومبروك لنا كرياضيين ما سنحظى به هذا المساء المعطر بريحة الوطن وشموخه. أما عن اللقاء ولمن ستذهب حصيلته فالإجابة تحكمها معنويات اللاعبين قبل أن تحكمها خطة المدربين وأهازيج المدرجات ومن يمتلك القدرة على احتواء هذا الجانب فلن أجزم بفوزه لكنني أجزم بأنه سيكون الأقرب للكأس. الأهلي يعاني من الغيابات والهلال كما يبدو لا يزال يعاني من الإرهاق وما بين واقع الأول وظروف الثاني مباريات الكؤوس لها طابعها ولها خصوصيتها وإن قلت هي لعبة الفرصة الواحدة ففي مثل هذه المقولة قد نجد الكثير من الشواهد والأكثر من الأدلة التي تؤكد أن الفريق الذي يستغل الغلطة ويستغل الفرصة ويسجل ويهز الشباك حتى ولو من خلال تمريرة باردة هو من سيصبح (البطل). والبطل هو صناعة تحتاج للجهد وتحتاج للعطاء وبالتالي نحن لا نعلم من سيقدم لنا ذاته هذا المساء في قالب تلك الوسائل التي هي في الأول والأخير من سيحدد إلى أين سيتجه الفرح. أراها أهلاوية وإن كنت لا أؤمن بمثل هذه التوقعات إلا أنني بنيت الرأي على روح الأهلي التي عادت منذ أن رحل الفارو ومن أن تمسك المشرف العام الأمير الرائع فهد بن خالد بلغته الراقية التي أستشف من خلالها نهج الرمز الكبير والمثالي خالد بن عبدالله هذا الداعم والفاعل والمؤثر والركن الثابت الذي يجب أن ينصفه اللاعبون اليوم بالبطولة والبطولة إن تحققت ومن أمام أبرز وأعرق وأفضل الفرق الآسيوية والعربية فهذا أقل ما يمكن تقديمه لهذا الرجل الذي صنع الماضي وحافظ على الحاضر وبدأ في رسم خارطة المستقبل بفكر المبدعين.. وسلامتكم.