يمتلك الأهلي من المقومات الفنية ما يكفيه لأن يكسب البطولة لكن هذه المقومات تحتاج فقط لمزيد من الروح ومتى ما تحققت هذه الروح وأضحت من ركائز اللاعبين الأساسية عندها قد نجد هذا الفريق الجميل عائداً إلى حيث يقطن الإبداع ويسكن. فنياً يختلف الأهلي عن أقرانه بأنه من عام إلى عام يصنع الموهبة ويقدمها ويضيفها رقماً صحيحاً للمعادلة , وجماهيرياً تفوق الأهلي عن منافسيه تحكمه المدرجات ففي تلك المدرجات كل المشاهد والصور دائماً ما تلغي الاجتهاد وتقدم لنا حقيقة كيان جماهيريته طاغية محلياً وإقليمياً وإن قلت على امتداد آسيا فهذه القارة المترامية تعرف من هو الأهلي وتعرف ماذا يعني التاريخ وتدرك ما يمثله هذا الصرح الرياضي المتكامل في خارطة رياضتها. حقيقة وأي حقيقة يفصح عنها الإعلام هي مقدمة تثقيف لهؤلاء الذين يمثلون شعاره من ياسر المسيليم إلى مالك والراهب وصاحب والجاسم. تحدثنا عن المدربين.. ومارسنا بحقهم وحق الأجانب الكثير من الانتقاد لكننا في واقع سرد التفاصيل عن المشكلة التي حرمت الأهلي بطولة الدوري وألغت أحقيته بكأس فيصل يجب أن نتفق على أن الحماس وعدم حضوره كان أبلغ تأثيراً من دور المدربين الذين توالوا على تدريبه وخططهم. بالأمس أمام الوحدة استبشر الجمهور وهو يرى بأم عينه لاعبين يلعبون بحماس ويمررون ويركضون خلف كرة القدم برغبة الانتصار وفي الأخير خرج الأهلي فائزاً ليس بالنتيجة ولكن فائزاً بجماعية نجوم ظهرت وتجلت وكانت أبرز المتغيرات التي لابد من استمراريتها حتى يعوض الفريق سلسلة هزائمه في الدوري برسم واقع بطولي يبدأ بالتصميم على استعادة النص المفقود وأعني به الحماس والروح والرغبة في التحدي. الأهلي مقارنة مع البقية يمتلك زخماً وافراً من المواهب وهذه المواهب قادرة على اختصار المسافات الطويلة ولكن بشرط أن تستمر هذه المواهب تلعب وتمثل وتخوض المنافسات بنفس الأداء وبنفس الروح وبنفس الحماس الذي رأيناه في لقاء الوحدة أما العودة للمزاجية والتراخي والتكاسل ففي هذه الأمور المرفوضة قد نجد مصير ألفارو يعود مجدداً مع فارياس. التثقيف.. التثقيف.. التثقيف هو الحلقة المفقودة في الأهلي والإدارة وأعضاء الشرف مع الجهاز المشرف يجب أن يكون لهم جميعاً دور مؤثر في ذلك أما أن يستمر تغريب اللاعب الأهلاوي وإقصاؤه على غرار السنوات والعقود الماضية فهنا مكمن المشكلة ومكانها. ففي كرة القدم المحترفة المطلب المهم هو صناعة الموهبة أما المطلب الأهم فهو (المناخ) ومتى ما تحقق المناخ الصحي وتضافرت كل الجهود وتجلت رغبة العمل فمن البديهي جداً أن يصبح سفير الوطن مقارعاً الهلال ومنافساً الشباب ومتفوقاً على النصر والاتحاد. فهل وصلت الفكرة أتمنى ذلك لأن وصولها يعني بداية العودة لفريق كبير الكل يحبه. وسلامتكم .