كسب الشباب وتوقفت طموحات الهلال على حاجز الخسارة وأثبتت كرة القدم بأنها لعبة العمل المتكامل. الشباب الذي خطف الإعجاب ونثر الإبداع طال مبتغاه وفاز بأول بطولة في الموسم وأكد بأنه فريق الأعمال المتكاملة نهجاً وعملاً ودعماً. رائع هذا الفريق وسر روعته ليس في كونه فاز على الهلال وإنما لأنه أكمل مسيرته في علاقة خاصة هي من يحدد مكانته بين كبار هذه اللعبة المجنونة التي لا تقبل قمتها إلا بمن يكون أهلاً لها. شباب يمارس كرة القدم على طريقة لعبة الشطرنج خصم يسقط وآخر يرسب فيما يظل هو الوحيد المتفرد بالبطولات. من عام إلى عام، من بطولة إلى بطولة، من حدث إلى حيث نهاية آخر ها هو الشباب يقدم لنا ذاته على أنه (البطل) الذي يمتهن دور المنافس يقارع ويكسب، يشارك وينتصر يتحدى ويربح والربح والمكسب والانتصار هي في منظومة التقييم المثلث والثالوث البارز الذي دائماً ما تطرزه الإنجازات وتحيطه الألقاب. ليلة البارحة كل شيء كان فيه الشباب مثالاً حياً للفريق الكبير، لعب، تفنن، تألق إلى أن أعلن الحكم نهاية المواجهة ببطولة ثمينة قدمها الليث لإدارته ولجمهوره فكانت الدليل الدافع على أن الكبير كبير يسير إلى واجهة الأشياء القيمة ويرفض السقوط ويمقت ما يخالف تلك العلاقة الذهبية التي بدأت مع الأمير الرائع خالد بن سعد واستمرت ومازالت على حال نضجها ووهجها مع الذهبي خالد البلطان الذي دفع وفكر وابتكر وصنع ما يكفي لأن يصبح من ضمن تلك الأسماء التي يحق للتاريخ الاحتفاء بها. جميل هذا الشباب وكيف لا يكون سيداً للجمال وهو يكسب اللقب ويحافظ عليه ويصادق على قمته بلغة الأرقام لا بلغة الآمال والأحلام والأماني. مبروك للشباب إدارة، جمهورا، لاعبين، أعضاء شرف، ومبروك بشكل خاص للأمير خالد بن سلطان هذا الداعم الذي قدم الكثير إلى أن أصبح الشباب مثمراً بالإنجازات ومنتجاً للمواهب والمواهب الفنية في مهنة كرة القدم تعد من ثوابت هذا الفريق الرائع الذي دائماً ما يسارع لتقديم المزيد المزيد للمنتخبات الوطنية. أما عن التحكيم فالتحكيم هذه المرة كان نموذجياً في كل قراراته. أعجبني الحكم وأعجبتني ثقته وزاد الإعجاب كثيراً وأنا ألمح تطبيق القانون بالشكل الاحترافي. إن ما قدمه حكم لقاء الهلال والشباب في النهائي يعد نقلة نوعية في مسيرة الحكم السعودي ولكن شريطة الاستمرارية كون الاستمرارية على مثل تلك الصورة المشرفة هي من يجعلنا أمام واقع مختلف يكون شعاره النجاح. ومن باب الاعتراف ضمناً بهذا التألق للتحكيم أقول برافو فنحن ومعنا كل المهتمين بالرياضة من أعلى سلطة قيادية في مجالها إلى أصغر مشجع سعداء برؤية مثل هذا الحضور التحكيمي المتميز وإذا ما قدمنا في السابق مفردات الانتقاد تجاه (مرعي العواجي) وأبو زندة ومحمد الغامدي فمن الواجب أن نقدم الإشادة طالما أن حامل الصافرة ظهر أمامنا بشكل مختلف نال على غراره نجومية الحدث بالامتياز وسلامتكم..