جنحت بي الذكريات كما جنحت بي الخيالات وتداعت أمامي القصص والصور كالغصون .. مالت فوق أودية القلب تتجمع في منطقة وتنحني فوق منطقة أخرى فتميل معها قوة التحمل أسندها حينا وأظفر حينا ببعض الشعور الذي يقول إن الحديث عنها أو تذويبها هنا فوق الورق حان وقته ..تستريح المشاهد والصور في خواطرنا وفي مجاهل النفس وآفاقها حينا من الزمن ، قد تتيه وقد تفترسها الأيام إذا لم يكن الراعي يقظا يستعيدها ويستجوبها ويتفاعل معها وفق الأحداث الجديدة التي تطلبها وفي مواطن الحاجة إليها عاد سلطان وعاد باللقطة بل أفاقت عندما أرسلت وزارة التعليم تعميما يحث على مسابقات تطرحها إدارات التعليم في المدارس عن عودة سلطان الخير هكذا سماه الوطن .. فتساءلت : كيف يمكن لهذه المسابقة أن تخرج عن طابع الواجب المدرسي أوالنشاط المدرسي المريح ؟ كيف يمكن لهذه المسابقة بالتحديد وبكل أشكالها أن تخرج عن جلباب العادية والتقليدية والروتين والإعلان عنها وإيصالها فقط للمدارس وطرحها حصريا على الطلاب المتميزين؟ كيف يمكن لهذا التعميم بالذات أن يحظى بالوطنية في التطبيق أو بتطبيق وطني مهني أكثر؟ كيف يمكن لهذا التعميم أن يتسع ويتسع ليشمل مافي أعماقنا من دفين الكلمات ومافي غاباتنا من خواطرالجمل عن كل إنسان تعلمنا منه أن المشاعر والإنسانية والعواطف والحب مطلب تناشدنا به أنفسنا قبل الآخرين ؟ كيف يمكن لهذا التعميم بالذات لاسيما وأنه تسابق حول التعبير عن رجل تجبرك مواقفه الإنسانية التي اندملت بها جراح وعيوب وهموم ظلت تساير أهلها حيثما سارت بهم الحياة على الدرب الطويل ...بل يكفي أنه رجل من يصل إليه فقد وصل إلى حاجته .. كيف يتم تنفيذ التعميم كنموذج في مدارس الجودة أو المدارس ذات الاستعداد التقني والفني والتعليمي المتقدم ؟ حيث تعرض المدارس على الطلاب مقاطع فيديو في الإذاعة أو في حصص النشاط لمواقفه الوطنية والإنسانية .. لكلماته في دعم التعليم ودفعه إلى التطوير.. لكلماته في حق الوطن وحبه ..لكلماته الأبوية الحنونة مع المرضى مع المسنين مع النساء مع الأرامل مع المرأة مع الموهوبين مع المعاقين .. فلست أنسى حوارا دار بين سلطان وطفل يمشي به الزمن محمولا على كرسي الإعاقة في إحدى زياراته لمراكز المعاقين أوشك الطفل أن يتحررمن عثرته حين أراد أن يعبرعن فرحته بالزيارة فاستجداه سلطان أن يطلب فطلب سبحة ..استجداه أن يطلب أكثر فطلب سيارة لونها أحمر .. استجداه أكثر فكرر الطفل السبحة ..ابتسم ثم جاء العطاء بعدد حبات السبحة .. مثل هذه المواقف تحرك رياح النفس وتذيب محاجر العين مواقف ليست مقصودة ولكنها غالية وثمينة نستنتج منها استشعاركل طرف بقيمته وحجمه واحتياجه مشاهد لم يتم التدريب عليها ولم يكن لها سيناريو مكتوب خرجت دون افتعال ..دون كذب ..دون تمثيل وهي الأصدق والأجمل مثل هذه المشاهد تجعل الطلاب ينسجون أجمل الثياب لسلطان خلابه حقيقية..يرسمون أحلى اللوحات لسلطان ..يكتبون أعذب الكلمات لسلطان ...يبحثون ويقرأون ويتحول التعميم إلى روح وطنية تتحرك في المدارس .. وكل نسيج لايأتي من الداخل ولا يأتي من الوعي ولا يأتي من الملاحظة الحية يجرح كبرياء الكلمة الصادقة والمفيدة