في حائل بادر شابان إلى إنقاذ امرأة من سيول حائل كانت على وشك الهلاك وكانت نخوتهما أقوى من المخاوف في النفوس وحظيا بالتكريم من خادم الحرمين الشريفين. في سيول جدة كانت هناك بطولات تستحق أن تنال التكريم من خادم الحرمين الشريفين والدعاء من الناس والاعتراف بالشهامة والنخوة من الهيئات المدنية وغير المدنية. «فرمان علي خان» الذي أنقذ 14 نفساً وأبى أن يترك الخامسة عشرة للسيول لكن القدر كان أسبق إليه وفارق الحياة دون أن يعرف كثيرون اسمه، بل يكتفون ب«الباكستاني». فرمان جامعي، وشهم بامتياز الآن ومن قبل حين أنقذ من كارثة حريق، له ثلاث بنات إحداهن لم تره، يستحق أن يطلق اسمه على أحد الشوارع في الحي الذي أنقذ فيه الأنفس وتستحق بناته الثلاث رعاية كريمة واستضافة احترام وتقدير. «مانع اليامي» نموذج شهامة آخر، أنقذ 14 نفساً أيضاً، وأوشك على الهلاك لكن الله أنقذه وعاد من جديد ليبحث عن أرواح ينقذها، ومع أنه وحيد أمه إلى جانب أكثر من عشر بنات إلا أنه كان كما يقول يرى في كل النساء أمه وأخواته. مانع نال تقديراً من قبل حين أنقذ أسرة من كارثة حريق، ويستحق تقديراً اليوم بإطلاق اسمه على شوارع بحرة وترقية استثنائية ومكافأة مالية، أما فرمان فحسبنا أن الله سيقدر عمله ويترك لنا أن نقدر رعاية أسرته. لم يكن هذان البطلان وسواهما ينتظرون من أحد شيئاً وإلا لما أقدموا على ما قاموا به، لكنها الروح المملوءة بحب العطاء ومساعدة الآخرين تفتدي من لا تعرفه، وتلك قمة الإيثار.