بالأرض والإنسان .. وفي كل مجال .. تتحدد ملامح الأوطان .. بالأرض تتحدد ملامح شخصية الإنسان وهيبته.. بالإنسان يتحدد عطاء الأرض ونموها .. العلاقة بين الأرض والإنسان علاقة عطاء .. عندما تقف الأرض سندا مع الإنسان تسمو حياة الأوطان .. عندما يقف الإنسان مع الأرض تعتز الأوطان .. لكن أيهما أهم للأوطان، الإنسان أم الأرض ؟! .. سؤال عجيب .. أترك إجابته لكم. الإنسان في الأوطان .. عبارة عن صور ومؤشرات .. أترك لكم تجميعها، وتشكيل اللوحات الخاصة بكم .. الإنسان محور جودة الأشياء وأهميتها في كل زمان ومكان .. كل قدرات، وقوى الفرد تنعكس على الأوطان سلبا أو إيجابا. الإنسان يملك قوة للعمل .. يملك قوة للتعلم .. يملك قوة للتأمل .. يملك أيضا قوة الطموح والإبداع .. إذا اجتمعت جسدت نفوذ الأوطان .. يقوى الإنسان، إذا تحركت تلك القوى في خطوط متوازية، من الإتقان، والشمول، والتعاون .. وتقوى الأرض بعطاء تلك القوى .. لا فرق بين الأمم، إلا بقدر توظيف تلك القوى. وتظل هذه القوى رسائل .. بجانبها .. هناك قوة التضحية من أجل الأوطان .. لابد من إتقان منافعها .. تخطيطا وإعدادا وتدريبا وتهيئة .. قوة التضحية يملكها الجميع، لكن قلة من البشر لديها الاستعداد والقدرة، على توظيف هذه القوة .. أحيانا يتم فرض استخدامها .. قوة التضحية لها مجالات، أهمها الاستشهاد في سبيل الله، دفاعا عن الوطن. قوة التضحية يحملها مجموعة مجيدة من الناس .. هم جنود الوطن .. حماة الوطن .. ليظل قويا وفي مأمن .. ليمارس أهله فنون إتقان تلك القوى، لصالح مسيرة الوطن والإنسانية .. الجنود البواسل لهم رسالة سامية .. مقامهم عالي الشأن، عند الخالق وخلقه. في هذا العيد السعيد .. نتذكر جنودنا بفخر .. يحملون رسالة الدفاع عن الوطن .. المتواجدين في جميع الأجهزة، التي نعتز بوظيفتها ودورها .. حفاظا على الأرض والإنسان .. هؤلاء الجند، هم الوطن بكامل ملامحه .. الشجاعة عطاء .. ثمنها الحفاظ على الأوطان. وفي مسيرة الدفاع والتضحية، هناك من يسقط ميتا في سبيل أداء رسالته .. هؤلاء كرمهم الله.. مع وصفه لهم بأنهم أحياء .. وعنده يرزقون .. وعدهم سبحانه بالخلود في الجنة .. كنتيجة، الشهادة أو النصر .. كلاهما مكسب ينشده الجند البواسل، حماة الوطن الغالي .. ولقناعة الجميع بهذا الدور .. وهذه الوظيفة .. وتلك الخاتمة المحمودة .. نجد التهاني.. سواء في حالة الاستشهاد أو في حالة النصر. هؤلاء الشهداء مفخرة الوطن .. لهم علينا الكثير من الحقوق والواجبات .. هل يكون لهم يوم سنويا نطلق عليه يوم شهداء الوطن؟! يوم يعزز الكثير من قيم الواجبات تجاه الوطن وشهدائه .. يوم نحتفل فيه برسالتهم الخالدة. الحياة في مسيرتها تأخذ إلى شواطئ مختلفة، لكن يوم شهداء الوطن، سيوجه الجميع للالتقاء في وقت واحد .. في يوم واحد .. على شاطئ واحد .. يعطينا حق تكريم الشهيد .. وأسرة الشهيد .. تكريما وعرفانا ووفاء ودعاء .. كل ذلك، لدوام عزك يا وطن. شهداء الوطن يعبرون علانية إلى ربهم .. الله أكبر، صوتهم في وجه عدو الوطن .. الله اكبر، قوتهم إلى النصر أو الشهادة .. الله اكبر، سلاح الشهيد الذي يعزز قناعته برسالته .. شهداء الوطن يضحون بحياتهم .. ليعيش الوطن في قوة لا تنضب. عندما يكون يوم العيد هو أيضا يوم شهيد الوطن .. يصبح العيد عيدين .. لنعط أنفسنا حق التأمل .. في غرس ملامح مستقبلية .. لتكريم الشهداء سنويا على المستوى الشعبي. في هذا العيد السعيد .. نتذكر شهداء الوطن .. كانت أرواحهم الطاهرة هديتهم للوطن، ارض وبشر .. الروح، أغلى ما يملكه الإنسان .. ثمنها الحقيقي، خلودهم في الجنة، وعد من الله سبحانه .. وللشهداء على الوطن حقوق لا تنتهي .. وهبوا حياتهم من أجل عزتنا ومجدنا.. استشهادهم هدية ورسالة حياة للوطن وأهله.. هل هناك اعز من هديتهم؟! في هذا العيد السعيد .. نهنئ كل آباء الشهداء بالعيد السعيد .. نهنئ كل أمهات الشهداء .. لكم التقدير والتعظيم والمحبة .. نهنئ كل أبناء وبنات الشهداء بالعيد السعيد .. نهنئ كل إخوان وأخوات الشهداء بالعيد السعيد .. نهنئ كل أقارب وأصدقاء معارف وزملاء الشهداء بالعيد السعيد .. لن ننساكم .. رسالتكم مستمرة من جيل إلى آخر.