أهم ما في أي (قول) هو صدقه وصراحته ونقاؤه. ففي أي مجال من مجالات الحياة الحقيقة يجب أن تقال، أما أن يتم تغريبها تحت مفاهيم خاطئة فهنا مكمن الاختلاف وهناك لب المشكلة. بالأمس تحدث خالد البلطان فغضب الأهلي وتأثر النصر وكل ذلك لمجرد أن خالد قال قناعته عن الكبار ودونما يتجنى أو يسيء أو يغالط الحقائق، فهل نحن مع تصريح الأول أم أننا سنتعامل مع مثل هذه الحقيقة على اعتبارية العاطفة وخيوط الانتماء الفاضح لنرفض تصريح الثاني. شخصياً لن أمارس على طريقة البعض تشويه التاريخ منتقصاً من الأهلي ومتجاوزاً حقوقا فاز بها النصر عبر عقود فالتاريخ أعني تاريخ النصر والأهلي كبير ولا يمكن تجاهله لكنني ومن منطق حقيقة اليوم وليس الأمس أقول (الشباب) كبير ليس لأنه كسب ود القمة وفاز بألقابها بل لأنه مع خالد الرياضي وخالد الداعم نجح بدرجة الامتياز في أن يبعثر معادلة الكبار الأربعة ويصنع لذاته مكاناً ثابتاً ويثبت بأنه بالفعل كبير وبالعمل عملاق وبالإنجازات (مارد). نظرياً الكبار أربعة: أهلي.. اتحاد.. هلال.. نصر أما على أرض واقع اليوم فالذين فازوا بمهر المقدمة هم في كرة القدم ثلاثة: هلال اتحاد وشباب فلماذا نغضب من الحقيقة ولماذا نتألم. استمعت لنص التصريح الذي انثال من لسان رئيس نادي الشباب وتمعنت في الفعل وردة الفعل وبرغم السجال والجدال وعبارات الاختلاف تبقى لعبة كرة القدم السعودية لعبة مكشوفة فالذين فازوا في بداياتها أربعة أما الذين حازوا على قمتها حالياً فهم ثلاثة فلماذا نكابر على مثل هذه الحقائق ولماذا نغالي كثيراً عليها. قبل أن يغضب الأهلاويون وتثار حفيظة النصراويين على خالد البلطان وتصريحه عليهم التركيز على بناء حاضرهم بما يتوازى مع ماضيهم لكي يثبتوا بلغة الأرقام البقاء في دائرة الكبار أما أن يستمرئون التعاطي وفق منطلقات ما تم تسجيله في الماضي فهذا لن يجدي وستصبح كرة فارس نجد وقلعة الكؤوس معطلة إلى حيث زمن قادم لا نعرف متى ينبلج نوره. لعب الاتحاد وفاز الشباب وأصبحت المنافسة على دوري المحترفين السعودي مقتصرة على (نفس الثلاثة) هلال شباب اتحاد. هذا الثالوث بينهم قمة ومنافسة وبطولة فلمن يكون الحسم. الكل مرشح لكن بالمعطيات الفنية كل الألقاب لن تذهب لغير الهلال. هكذا أرى وهكذا أتوقع أما إن تبدلت فالحظ والحظ فقط هو من سيعادي زعيم نصف الأرض وليس سوى الحظ يخشاه الهلاليون وسلامتكم.