مازال - بعض - مراقبي البلدية يعتمدون "اسلوب الرفس" شعاراً لهم عند قيامهم بمداهمة عربات الباعة المتجولين حيث يحلو لهم "رفس" هذه العربات فيتساقط ما عليها من فواكه، وخضروات على الأرض.. مساء الجمعة الماضية انطلقت سيارات الامانة تحاصر عدداً من البائعين المتجولين الذين يعرضون سلعهم امام المسجد الكبير ليساهموا في زيادة الزحام عند مغادرة المصلين ، ويساعدوا ذوي الدخل المحدود على شراء "بقايا الخضار، والفواكه".. و"بقايا السلع المنتهية الصلاحية، وأحذية، وخردوات أخرى" وغير ذلك من السلع الرديئة التي يتدافع نحوها من يرغبون في الشراء نظراً لرخص اسعارها.. المداهمة بحسب عدد سيارات الامانة تكاد تعلن عن نهاية هذه الظاهرة العشوائية إلى الأبد "حتى أن آخر مراقبي البلدية شات بقدمه العربة الأخيرة التي أمامه مُعلناً نهاية الحملة، ومُعرباً عن غضبه الشديد من هذا المسلسل الطويل الذي يزداد يوماً بعد يوم، ويدخل عمره ليبلغ نصف قرن دون أن نجد حلاً لوقفه، وفوق ذلك أن البائعين يرتكبون مُخالفتين: مخالفة نظام الاقامة، ومخالفة نظام التجارة".. ولم تمر اكثر من اربع وعشرين ساعة حتى عاد الباعة المتجولون لممارسة نشاطهم - مع اختلاف السلع - التي يعرضونها، وعاد كل شيء إلى ما كان عليه ، وربما أسوأ " من فوضى، وعشوائية" وكأنّ هذه الحملات تزيد من قوة الباعة المتجولين، ولا تضعفهم .. أيضاً تعود سيارات الامانة البيضاء إلى همومها الخاصة فتتوزع بين احتياجات ، وطلبات المراقبين المعيشية، وبين احتياجات ، وطلبات السائقين، وكما رأيت فإن الاولوية للمراقبين ، وبعدهم يأتي دور السائقين ، وبذلك تكون السيارات البيضاء قد اوفت بالتزاماتها اليومية، وحافظت على لياقتها، وحيويتها العملية. وحتى لانخرج عن موضوعنا الرئيسي نقول ان سكان مدينة جدة - على وجه الخصوص - قد استبشر واخيراً حينما قامت الأمانة باعداد دورات تدريبية مكثفة لمراقبيها للارتقاع بمستوى ادائهم - الميداني - بما يخدم الاهداف الاساية لمهامهم العلمية الرقابية، والصحية، وحسب علمنا ، وفهمنا فإن " موضوع الرفس" لم يكن مطروحا، أو معروضاً في جدول هذه الدورات المكثفة على اساس ان المراقبين لاتوجد لديهم "نزعة غير إنسانية" تتمثل في اعمال الرفس وإلا كانوا قد اضافوا هذه الفقرة لبرامج التدريب ، إلى جانب دورات في ألعاب "الجودو، والكاراتيه لزوم الرفس ، وخلافه".. ولعل لجنة التدريب تُعيد النظر في دوراتها ليظهر - مراقب البلدية - في أي موقع ، واي مكان بالمظهر الذي يليق بتطورنا، وتقدمنا في جميع المجالات دون أن يُنقص ذلك من تطبيقنا للأنظمة، ومعذرة من القلب لكل "هواة الرفس" الذين نريد أن تتناقص أعدادهم، وأن تزول هواياتهم ، وأن يتخلصوا من هذه العقدة المزمنة في سلوكهم، وفي تصرفاتهم. وليس بالضرورة أن يكون "الرفس" بالقدم فقط وإنما قد يكون بالكلام وهذا يعني لمن يمارسه "سوءاً في التربية ، وسوءاً في السلوك ويحتاج إلى أكثر من الدورات.