الأمانات مؤتمنة على الصحة العامة للمواطنين وسلامتهم بما تضعه من ضوابط وما تسنه من معايير تشكل الحد الأدنى من أداء آمن سليم في الأماكن العامة من أسواق ومطاعم ومقاه وغيرها. وحين تقصر في أداء هذه الأمانة وحين تفشل في وضع هذه المعايير أو مراقبة أدائها فليس بعيداً أن تسود الفوضى وتنتشر الأوبئة وتتكاثر الأمراض. من الملاحظ غياب القواعد المنظمة لتعاطي الدخان والشيشة والنارجيلة في الأسواق والمطاعم والمقاهي، مما جعل الأمر فوضى في حين نشاهد دولاً في الخارج تحارب ظاهرة التدخين في الأماكن المغلقة. قمة النشاز أن ترى مطعماً إيطالياً ترتاده العائلات بأطفالها ويتوزع إلى حجرات ضيقة ثم تجد على بعض الطاولات معسلين ومعسلات أربعة أو خمسة فيما يشبه ما يقوم به الانتحاريون، الذين يقتلون أنفسهم ومن حولهم. التدخين السلبي في تصنيف وكالة حماية البيئة الأمريكية ضمن قائمة ملوثات الدرجة (أ)، فهو يؤدي إلى ضيق التنفس والتهاب الشعب الهوائية والربو والتهاب الأذن الوسطى لأنه عبارة عن (4000) مادة كيمائية من الجزئيات والغازات الخانقة. وإن أنكرت على متعاط في مكان عام وبحضور أطفال أنكر عليك وقال: لا يوجد قانون يمنعني. إن كان هذا متعلقاً بالدخان فإن للعرب بعامة والخليجيين وجيرانهم من أهل الشام ومصر بخاصة تدخين الشيشة والمعسل التي أثبتت دراسات في المستشفى التخصصي والملك خالد الجامعي وكذلك كلية الطب بالأزهر أنها أشد خطراً من السجائر بل إن في الرأس من هذه المعسلات ما يعادل في الحد الأدنى (8) سجائر. فهل بعد هذا يا أمناء المدن من نذير؟!