نحمد الله دائما أنا خلقنا بشرا ولم نخلق شيئا آخر ونحمد الله أننا نتمتع بمكانة تباهي في عظمتها مكانة النجوم والشمس والقمر بل يزيد .. الإنسان كيان عظيم أعطيت له كل مقومات الإنسانية وجميع منابع الفضيلة التي تحميه من التشتت والضياع والتعرض للظلم أو تعريض الآخرين للظلم وتزداد قيمتنا بما منحنا ديننا من قوانين علينا ولنا فإن آذيت أحدا من خلق الله فسوف أتعرض للتأديب حتى لو كان قطة .. فكيف هو الحال إن آذيت إنسانا ؟ نحن خلقنا وخلق معنا جوعنا للطعام وجوعنا للحكمة وجوعنا للمعرفة وجوعنا للسمو والرفعة والترفع والرقي خلق معنا جوعنا إلى دحض مصادر الظلم وردم الطرق المؤدية إليها .. ولم يخلق معنا الجوع إلى العنف والزجر وابتكار الطرق الوعرة وطرق الضياع والألم والثقوب وكسر الآخرين ولم يخلق معنا الجوع إلى الجهل والتخبط وقطع الطرق ومع كل هذه الحماية أعجب من أناس يراوغون فطرتهم حتى تصبح لا تعرفهم ولا تعرف إن كانت هذه قلوبهم التي خلقت معهم أم القلوب التي راوغوا حتى أوجدوها بين ضلوعهم وأوجدوا مسافات بينهم وبين طبيعتهم تمتد كدهر ثقيل لتغترب غربة إلى حد التوحش والافتراس غربة إلى حد صعوبة التعامل معهم أو النظر إليهم أو التحدث أو الإصغاء لهم قد تصل بك إلى حد الغثيان وإلى حد الإعياء أحيانا .. ارتدوا جلابيب حاسرة وكوفئوا بمواقع المسؤولية ليحاصروا الوطن بتبعاتهم التي تتسمر لها قاماته ليت مدارس علم النفس والاجتماع تحلل لنا هذه النفوس وتقف بنا على أسباب هذه الظاهرة ظاهرة هذه الفئة من الناس وتشرح لنا أهي عقد تطيرها أجنحة الهوى أم هي عقد الخيلاء وأمراض الكراسي أم هي عقد غامضة تؤوب إلى المجهول الذي أتت منه . مسكين هذا الوطن ؟! كم من الضمائر المتضخمة والتي آن لها أن تأكلها السباع تزج بنفسها في منعطفاته وكم من النفوس المعتمة تلبدت في سمائه والتصقت به تحجب عنه القمر تثير عطشه ولا ترويه.. تحرك رياحه ولا ترحمه تأكله قطعة قطعة ثم ترد له الجميل غثاء وعواء وعناء . مسكين هذا الوطن ؟! كم من القلوب التي تقتات السفه والجهل نصبت فوق طرقه أعمدة للخطوب وكم من القلوب القلقة والتي تقتات الهواجس والظنون أحرقت أعلامه وأحلامه وخاطراته بالقيود وكأنها تهوى ظمأه وتهوى أن تعيقه عن السير كليني لهمّ يا أميمة ناصب=وليل أقاسيه بطيء الكواكب تطاول حتى قلت ليس بمنقضٍ=وليس من يرعى النجوم بآيب ثقي يا بلادي بأن هموم نابغة العرب التي تزورك لن تطول وبين أحشائك إرادات لا تضعفها الحمى ولا تعصرها الونات ...ثقي بأن أحلامك الجميلة لن تطول وهي أحلام وبين أحشائك أماكن تسكن فيها النفوس النزيهة والعقول التي تسيح في أرجائها أودية الخير وشطآن الحب وأمواج البصيرة.