فاز الهلال وخسر الأهلي فتحولت المدرجات إلى (مهزلة) فئة تشتم وثانية تتقاذف الأحذية وثالثة تكاد تعتصر الألم، لأنها فكرت في الذهاب إلى الملعب دونما تحسب لمثل هذه التصرفات التي تُخرج العاقل عن طوره فتجرحه. تألمت من المشهد مثلما تألمت من مشاهدة الأهلي طيلة التسعين دقيقة يلعب بلا هوية. ففي المدرجات ماتت الروح الرياضية وفي الميدان انتهت المهمة وطار الهلال بالنقاط، فيما سفير الوطن لا زال يعاني على الأقل من (أجانب) هم أقل بكثير من أن يصبحوا أساسيين في توليفة الفريق. في كرة القدم ومبارياتها هناك فوز وهناك خسارة، لكن الذين يرفضون الخسارة ليس لهم العذر لافتعال (المشاكل) كما هو الحال لمن حالفه الفوز فليس له الحق في الاستفزاز. ما حدث في مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل وفي مباراة الكبيرين الأهلي والهلال لا يجب أن يمر مرور الكرام بل يجب على لجنة الانضباط محاسبة المتسببين فيه حتى لا تتكرر مثل تلك المهازل وتصبح مدرجات الملاعب الرياضية هدفاً لهؤلاء الذين يرمون بالروح الرياضية عرض الحائط ويمارسون بعدها الخروج عن النص. في الميدان لم نجد من اللاعبين تجاوزاً قد نراه مبرراً لحدوث مثل تلك المشاهد المحزنة، فعلاقة الأهلي بشقيقه الهلال متينة وكبيرة، والثابت فيها دائماً هي المتعة والإثارة والكرة الأنيقة، فلماذا كل هذا الاحتقان في المدرجات، ومن يا ترى المتسبب فيه؟ لا أعرف الجواب لكنني أعرف مع من يؤمن بأن الرياضة (محبة) قبل أن تكون (منافسة).. أن مثل تلك التصرفات مرفوضة ولن تجد من يقبلها فهي في منهج الأهلي مرفوضة كما هي في ثوابت الهلال محرمة. نعم قد تحزنك الخسارة وقد تتألم لوقعها لكن هذا ليس سبباً يدفعك لتجاوز الخطوط الحمراء، وللعلم فالذي يحاول مجرد المحاولة تجاوز هذه الخطوط فالعقاب بالنسبة لتصرفاته سيكون كبيراً طالما أن هذا التجاوز يساهم في هزيمة الروح الرياضية والتأثير على (أجساد) الآخرين الذين يحبون الذهاب لملاعب كرة القدم للمتعة وليس للعودة منها برأس مكسور أو ذراع مبتور أو عين تدمع الحزن لا عين تدمع الفرح. أعود للمباراة ولنتيجتها فأقول الهلال لعب واجتهد ومن يعمل ينل، أما الأهلي فالذي أراه أنه يحتاج الكثير حتى يصل دائرة المنافسة على (الدوري). الأهلي يحتاج لحارس مرمى ولمدافع ولمحور ولهداف بارع، أما أن يستمر على أنصاف اللاعبين الأجانب فهذا لن يثمر ولن يحقق له المراد. على الأهلي أن يقارن بين ويلهامسون وبين سبستيان، كما عليه أن يقارن بين رادوي وأحمد كانو، وعندما تكتمل المقارنة الصحيحة فالأهلي عندها سيدرك أن الفوز بالدوري يحتاج للمال ويحتاج لفريق كامل، الاحتياطي فيه يفوق الأساسي.. وسلامتكم.