زيارة الملياردير الإماراتي سليمان الفهيم لأكاديمية النادي الأهلي، ومركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاعي الناشئين والشباب، هي أبعد وأهم وأكبر من ملياردير حضر وأشاد وسجل كلمة في سجل الزيارات، وأبلغ من رؤية قاصرة تبدأ وتنتهي بجملة واحدة \" كم سيدفع وماذا سيقدم ؟\". إنها في نظري تأكيد على ماوصل إليه النادي الأهلي وأكاديميته من سمعة وصدى ومكانة على مستوى الخليج والشرق الأوسط، والعالم، لتأتي هذه الزيارة لرئيس مجلس إدارة نادي بورتسموث الإنجليزي، لتسجل الزيارة الأولى لناد في الشرق الأوسط من شخصية بهذا الحجم. ولا شك أن منح سليمان الفهيم رجل الأعمال الذي ذاع صيته في مجال الاستثمار الرياضي العالمي ، العضوية الشرفية للأهلي، هي بطاقة شكر وتقدير لاختياره النادي الأهلي وخصه له بزيارة لم تأت من باب الصدفة أو المجاملة. أقرأ في رؤية الأمير خالد بن عبدالله، أن الأهلي مقبل على زمن \" هو للأهلي \"، ويكفي الأهلي أن خلفه هذا الأمير الخبير والكبير مكانة وخلقاً وفكراً، ربما خذله كثيرون وهذه حقيقة ، ولكنه لم ولن يخذل الأهلي. قالها صريحة في أكثر من مرة \" لن يغادر الأهلي من يريده الأهلي \"، وكان قولاً وفعلاً، فقد جدد مالك معاذ عقده لخمس سنوات، وهاهو تيسير الجاسم يجدد عقده هو الآخر، وهي رسالة بليغة لكل لاعبي الأهلي، فلا مكان إلاّ للمجتهدين والمنتجين والمخلصين. وناد تأتيه الشهادة الأولى من خادم الحرمين الشريفين \" يحفظه الله \" بوثيقة ملكية منحته لقب سفير الوطن ، وتفد الوفود العالمية إليه، مشيدة بمخططاته وبرامجه وأسلوب العمل الذي يدار به، نجد في المقابل من يحاول أن يضع الأهلي في المؤخرة، لأن هذا هو موقعهم الحقيقي في الصحافة الرياضية. والحقيقة أن \" هذا \" ومن هم على شاكلته ممن اعتادوا على السمر الليلي، وحب الخشوم، معذورون في ما يفعلون، فهم لم يجدوا عند الأهلي ورجالاته من \" يعطيهم وجه \"، وأشياء أخرى، حتى وصل بهم المرض وجنون الشهرة التي جاءت متأخرة، ك \"سنهم المتأخر \"، أن يتجرأوا بالترشح لرئاسة أحد أنديتنا الكبيرة. ولأن الأهلي مسؤولية \" أهله \"، فقد جاء الأمير الشاب فهد بن خالد المشرف العام على جهاز الكرة، ليضع هذا الذي استبعد في برنامج رياضي سابق، أن يكون الأهلي من الأربعة الكبار، وأن جمهور الرائد هو أكبر من جمهور الأهلي، في مكانه الحقيقي. وقد أعجبني الأمير فهد، في أنه لم يحاول أن يشرح للبرنامح ما هو الأهلي، لأن الأهلي لا يحتاج إلى توضيح، فهو قلعة من قلاع الرياضة في بلدي، ولكنه أراد أن يبين للحضور أن وراء الأهلي رجالا لن يقبلوا بالتطاول عليه، وأهم من ذلك أنه كشف للمشاهدين من يكون \" هذا \"؟ كان أسوأ ما في مباراة النصر والهلال الأخيرة على مستوى الفريق الأولمبي، إشارة قائد فريق النصر حسين عبدالغني التي ضلل بها حكم المباراة العالمي ، خليل جلال، الذي تجاوب معه ووجه البطاقة الصفراء الثانية \" ثم الحمراء \" للاعب الواعد عبدالعزيز الدوسري. لكن ما هو أهم من ذلك، هو اعتذار حكمنا القدير خليل جلال عن هذا الخطأ غير المقصود، والذي غلب عليه الظن، وهو الذي لم تتضح لديه الصورة كاملة حول طريقة الفرحة التي عبر عنها اللاعب الهلالي بعد تسجيله لهدفه الشخصي في شباك النصر، وتلك هي الشجاعة الحقيقية، والثقة بالنفس. لا أدري كيف أصنف مباراة منتخبنا الأول هذا المساء أمام منتخب نسور قرطاج، وفي أي برنامج أضعها، على اعتبار أننا ليس لدينا أي استحقاق في القريب المنظور، وكل ما نرجوه أن نخرج بنتيجة جيدة، ورجائي أن يركز القائمون على المنتخب في المرات القادمة على فريق أولمبي، إذا أردنا أن نصل إلى كأس العالم 2014 !