أهني الأمير محمد بن نايف على سلامته من خطة غدر كشفت عن كثير مما يخفيه الإرهاب من أساليب المكر والخداع وان مناط الفكر عند هؤلاء لا يتجاوز حيز تفجير غادر. والغدر مما تعافه النفوس الكريمة لأنه يهبط بها من مصاف القيم إلى أحط الدركات وهي لا تلجأ إليه حتى وإن أعيتها الحيل وضاقت بها السبل ولم يعد أمامها إلا أن تواجه الحياة بقامتها السامقة وفاء وكرما. أما حين تبيت نفس من النفوس غدرا في موقف ليست في حاجة إلى الوقوف فيه وبأسلوب يغدو الغدر فيه صفتها وكينونتها فذلك ما يصعب تصوره أو حتى مجرد التفكير فيه فيغدو خارج كل إطار إنساني للقيم حتى ما كان منها هابطا. هنا يفصح الإرهاب عن دينه ويعبر عن القيم التي ينطلق منها والغاية التي يطمح إليها: تبييت الغدر حتى في الأحوال التي لا يكون فيها في حال اضطرار بل هو الاختيار الأول. هل هناك منطق يحكم تفكير الغادر إلا التدمير لا غير ؟ وهل من تصور يسيطر على وجدانه إلا القتل؟ يطلب الأمان ويختار أن يسلم نفسه لرجل الميدان ولم يكن إلا غادرا جاء بنفس الشهية التي تملأ روحه: شهية التفجير والتدمير وإراقة الدماء والانتحار على منصة غدر أعدها بإحكام لكي يعلن من فوق مسرح جريمته راية غدر تدل على فيم من يدين بالإرهاب.