العلوم..! من معانيها الأخبار.. بجميع أنواعها.. نرحب بالضيف، نقول: حيه وعلمه.. هات علومك.. تتكشف علوم الدنيا.. بأخبارها المنقولة.. بفعل ميكنة إعلامية.. لها أجهزة تصنع وتنقل وتسوق وتحرث.. لزرع المعلومات في العقول.. معها يتم تغييب الحقيقة في صناعة الشر.. تحت مظلة قاهرة.. نفوذها مادي.. شعارها ربح أو خسارة. - يعد كل فرد مصدرا للمعلومة.. كنتيجة، هناك صفات تطلق على صنّاع المعلومة المغلوطة مثل: (بكّاش)، (خرّاط)، (كذّاب)، إلى أن نقول: (بيّاع حكي).. ألقاب ما كانت لتكون، لولا زوال (قناع) المعلومة الزائفة.. حديثي اليوم لن يتطرق إلى الصور الجديدة ل(فضائح) الغرب في العراق لنقول لهم: (بكّاشين)، (خراطين)، (كذابين)، (بياعين حكي). - في مقالة سابقة، رويت (لوحة) عن حياتي في الغرب.. ك(طالب) شغلته الدراسة عن (التعمق) في سواها.. هي المهمة التي خرجت من دياري لإنجازها.. كنتيجة، كانت علاقتي مع (شريحتين).. شريحة علمية، وشريحة عادية.. بهم حكمت على طيبة شعوب الغرب، وسمو عقيدته تجاه الطرف الآخر.. ناس يتحركون وفقا لتوجيهات القانون.. ولكن ل(رغبات) وسائل الإعلام.. شعوب (مبرمجة) بفعل فاعل.. لكن هناك شريحة ثالثة سمعت عنها في الغرب.. عرفت أعمالها ضد العرب والإنسانية من التاريخ والوقائع.. إنها شريحة صناع الشر. - يتهم بعض العرب الشعوب الغربية ب(السذاجة).. اعتقد (بتحفظ) أنهم يتحدثون عن شريحة يقابلونها في (سياحة الإساءة)، سياحة التبذير لتصريف الأفعال الخمسة.. إنها الشريحة (العادية) التي تتمتع بطيبة طاغية، يتم تسمينها ك(طائر) السمّان.. ل(افتراسه) وقت الحاجة وبطرق مختلفة.. شريحة نيتها صافية وتعاملها صادق.. تصبح (بؤرة) للثقة والصدق، في ظل قوانين ظاهرها يحمي، ويلغي مصالح الكذب والتحايل في النفوس.. ل(تنقاد) عن طيب خاطر، كفريسة إلى نار النخبة الطاغية، بنزواتها الجائرة.. لتشوي حتى طائر السمان. - عندهم عرفت عن العرب، ما لم اعرفه في حياتي الماضية.. يتسع (الشق) كلما كانت المعرفة مسيئة للعرب.. وتحلّى ب(رتوش) جمالية إن كان ل(الغرب) جزء من نسيج جسمها.. نقلوا مجازر (صبرا) و(شاتيلا).. بدون رتوش، كصورة (قاتمة) ل(العرب).. وقد حجب الإعلام العربي الكثير من صور (المذبحة).. ليحافظ على المشاعر العربية.. لتظل محجوزة ل(الهتاف) والتمجيد.. لتظل محجوزة ل(الهيبة) العربية وانتصاراتها.. ولتظل محجوزة ل(معاداة) الغرب وقت العويل. - في الغرب.. رأيت صور العرب: يسكنون (المقابر).. رأيت العرب: (فرجة) للناس الغربيين.. في (سياحة الفرجة).. سياحة الغرب على (فقراء) العرب.. ليست (سياحة الشماتة).. لكن ليعرف السائح الغربي (النعمة) التي يعيشها.. ليقتنع بصناعة صناع الحياة في غربه.. شاهدت بعض مناطق العرب المنكوبة بكل شيء.. أصبح بعضها مقابر لعرب يتنفسون هواء (الحياة الميتة).. (بكيت) لمشاهد كثيرة.. عرفت أشياء (الصمت) وعدم الحديث عنها فضيلة.. خاصة في مخيمات المشردين العرب.. وهم يرددون: إننا عائدون. - أول دروس الغرب ل(كاتبكم).. كان عن كيفية التعامل مع الغرب.. كيف أتعامل بكل (ذوق) وحضارة؟.. قالوا: استبعد كلمات (الأمر) و(النهي).. استبدلها بالكلمات (السحرية): عذرا.. لو تسمح.. آسف.. من فضلك.. شكرا.. الخ.. في النهاية، أصبح كاتبكم عبارة عن (نسختين).. نسخة بلغة عربية، ونسخة أخرى بلغة انجليزية.. إذا تحدثت بالعربية استعملت الأمر والنهي والصرامة في الملامح.. ل(الفوز) بلقب (رجال).. إذا تحدثت باللغة الانجليزية، تحولت إلى شخص كلي ذوق وأدب، مع ابتسامة من (الشدق للشدق) للفوز بلقب (متحضر).. في ظل (غياب) القوانين والأنظمة.. تعود العربي على أخذ حقه (بذراعه).. في (تغييب) القوانين والأنظمة أو تطبيقها بصورة (انتقائية).. تعود العربي على: التحايل، الوساطة، الكذب، النفاق، التجاوزات.. كنتيجة،أصبح الوجه العربي (قبيحا) بملامح صارمة، غير متحضرة، ومتناقضة. - الغرب شعوب بصناعات (متنافرة).. تعتمد على الحرية الشخصية، لتمرير صناعة الشر، لتصبح حريتهم يدا (تلطم) الآخر.. بفعل نفوذ المعلومات الموجهة.. الحرية (سوق) لصناعات الغرب، ومنها: الديمقراطية، الاستعمار، حروب إبادة الأجناس البشرية وحضاراتها، وأيضا صناعة (التعذيب)، خاصة في السجون المخصصة للعرب، ومنها السجون النفسية.. في هذه الصناعات، تظل (إسرائيل) محرك العداء العاتي للعرب، كجزء من جهاز الغرب العالمي ل(قمع) العرب.. س(يستمر) عداء الغرب.. رغم أن العرب، رفعوا (فوق صوت المعركة).. صوت: (السلام العادل).. -بدد الغرب وقت العرب وجهده.. شغله عن أشياء مهمة.. منها الرسالة الحضارية ل: (مكارم الأخلاق)، (الدين المعاملة)، (الابتسامة في وجه أخيك صدقة).. تعجبت عندما قال احد طلابي في رحلة علمية: الرحلة مفيدة، على الأقل رأيت (أسنان) الدكتور فلان لأول مرة.. يبقى الغرب غربا ,و تبقى مشاعر العرب تموج بين الحاضر والماضي.. تبقى صيفا قائظا.. هل يتحمله الغرب؟.