تنعم المرأة السعودية في هذا العصر الزاهر لخادم الحرمين الشريفين بكثير من المعطيات ، التي ساهمت في توسيع دائرة المشاركة الناعمة في كثير من تضاريس التنمية الشاملة التي تعيشها بلادنا ، فاُوكل اليها الكثير من المهام والمسؤوليات ، واثبتت كفاءة لا يمكن تجاهلها في صناعة القرار وتحمل مسؤوليات نتائجه في كل ميادين التنمية ، والمتتبع بانصاف الى المساحة التي مُنحت للحراك الاداري والقيادي للمرأة السعودية ، يلاحظ نمو الثقة المطرد في كفاءة القرار التنموي النسائي ، وتترجم ذلك ببروز كفاءات نسائية مؤهلة في عدد من القطاعات التربوية والصحية والاجتماعية والاقتصادية ، ومع ان البعض يرى ان هذه الوظائف لا تتطلب نعومة القرار، الا ان جدارة المرأة السعودية قد اهلتها لتولي اعمال ومهام متعددة في كل المجالات ، داعمة بذلك المجهود الرجالي في دفع عجلة التنمية المباركة ، بقيادة رائد الاصلاح الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ، وقد حصلت على هذه الثقة الاجتماعية بفضل ما تكتنزه من عطاء وطني متدفق ، انساب بولاء عندما منحت الثقة والفرصة . ان منح المرأة الثقة اللازمة التي تمليها علينا عقيدتنا السمحة ، ستجعل منها عضواً وطنياً فاعلا ، فاذا كنا نثق بالمرأة في دور المربية ، ونثق فيها في دور ادارة المنزل ، وهي من الادوار الاكثر فاعلية في تشكيل بناء الامة ، فان من الحكمة بمكان منحها الثقة في تولى مسؤولياتها في ادارة التنمية ، فقد اثبتت العقود الماضية من عمر الوطن كفاءتها في ذلك ، وعلينا ان نعيد صياغة انظمتنا الادارية كي تمنح المرأة مساحة ارحب في كل المجالات ، بما لا يتعارض مع شريعتنا الغراء ، فهي نصف المجتمع في كينونتها ، وتلد وتربي النصف الآخر منه. والمتتبع للمساهمات النسائية في مسيرة النماء والبناء ، يلحظ بجلاء ايجابيات ذات دلالة على ان المرأة السعودية بدأت تغزو مواقع النجاح ، سواء على المستوى المحلي ، او الاقليمي والدولي ، واضحينا نجد اسماء سعودية ناعمة على قائمة الانجاز والشرف ، محليا وعالميا ، متمسكة بدينها وبانتمائها لهذه الامة العريقة ، ولهذا التراب الطاهر، ولم يعد هناك مساحة يمكن ان تحبس المرأة فيها خارج دائرة العمل الوطني ، فالاسلام منحها الكرامة والعزة وهي قادرة بإذن الله على المحافظة عليها ، وعلى مسؤلياتها في بناء التنمية الشاملة ، فالثقة التي استحوذت عليها المرأة السعودية من قبل القيادة الرشيدة والمواطن الكريم ، ستدفع بها إن شاء الله الى مواقع متقدمة على لائحة الريادة ، لتتمكن من تملك ناصية المنهجية في صناعة القرارالتنموي .