بلا شك أن برنامج مباشر f.m. الذي يقدمة الأستاذ / سلامه الزيد من البرامج الناجحه والتي أخذت حيزاً كبيراً من إهتمام الناس وثقتهم كون البرنامج أتاح لشريحه ( وإن كانت بسيطه ) من المجتمع إيصال صوتها لولاة الأمر وعرض معاناتها ومظالمها بشكل يحسب للقياده الصادقه المخلصه ( الملك عبدالله ) الذي يقال أنه تبنى هذا البرنامج ووجه بالإهتمام بما يطرح فيه من هموم المواطنين ومشاكلهم ومظالمهم ومعاناتهم .. ليأتي التفاعل بعد ذلك من جهات أخرى .. جاء هذا البرنامج مع برامج أخرى كبرنامج ( 99 ) الذي تقدمه القناة الرياضية والذي يعد من أقوى البرامج وأرقاها كطرح إعلامي جرئ ومحترف وبرنامج ( هموم الناس ) من إذاعة الرياض وبرنامج ( سقط سهوا ) من إذاعة جده وهي من ضمن مجموعة برامج أتت متأخره لتحاول إحتضان مشاكل المواطنين وهمومهم بدلا أن نسمعها عبر قنوات أخرى .. وهي رؤيه موفقه وواجب منتظر من إعلامنا إن أراد أن يكون مقنعاً في ظل هذا العدد الكبير من القنوات الفضائيه ومواقع الإنترنت والتي تُركز على قضايانا وهمومنا لتتاجر بها وتقتات عليها ..!! لذلك فالنجاح يسجل للتوجه العام من إعلامنا ..التلفزيوني منه وخصوصاً ( قناة الإخبارية ) التي تناقش وتطرح مواضيع مهمه وحيويه وتصب في الصالح العام ولإذاعتنا كذلك.. ولصحفنا التي أصبح فيها مساحات حقيقيه لهمومنا وتطلعاتنا وحتى لكتابنا الذين عندما وجدوا المناخ المناسب باتوا أقرب للناس ولهمومهم وإن كان بعض الكتاب لم يواكب المرحله بعد .. وإن كنا نُشيد بالتوجه الإعلامي في هذا الجانب ولكن يظل يُعاب عليه ( اي الإعلام ) إتاحة الفرصه لبعض الأصوات النشاز التي بدأت تتعالى وتهرول تجاه محاولة طمس الفضيله وتمرير بعض الأفكار والأراء الشاذه التي وإن إتفقنا على أن وجود مثل هذه الأصوات والأقلام مسألة باتت واقعاً وشر لابد منه إلا أننا لانتمنى أن تتلقفها وتتبناها منابرنا الإعلاميه التي يجب أن تفسح للأصوات المعتدله . أعود لبرنامج مباشر (f.m. ) الذي لم يكن من حسناته فقط أن يبرهن على إنسانية خادم الحرمين الشريفين وسعيه الدؤوب لخدمة شعبه وتلمس إحتياجاتهم بشتى الطرق حتى ولو عبر برنامج إذاعي .. بل أيضاً كشف لنا حجم المعاناه والهموم التي يختزنها مجتمعنا وحجم الإهمال واللامسئوليه الموجوده في قطاعاتنا المختلفه .. وكم هي مأساه أن يضطر أصحاب المظالم والهموم والحقوق المهدره إلى إنتظار إتصال تلفوني قد يأتي وقد لا يأتي .. مأساه أن يضطر المواطنون لرفع شكواهم إلى أعلى رجل في السلطه في أمور هي من حقوقهم كالعلاج أو الحصول على وظيفه توفر العيش الكريم أو غير ذلك من أمور كان من الممكن أن تُقدّم لهم من الجهات المناط بها تقديم هذه الخدمات .. وأستغرب أيضاً ما سمعت من المذيع ولأكثر من مره تأكيده على المستمعين أن يكتبوا على أوراقهم المرسله لبعض الجهات التي يتناولها البرنامج ( مشارك في برنامج مباشر ) والتأكيد على ذلك بل طلبه من البعض أن يحاولوا أخذ إسم الموظف الذي إستلم منهم الأوراق أو البرقيات وهذه مأساه أيضاً أن تُهمل أوراق من إستمع إليهم المسئولين وعلى أعلى مستوى .. ومؤشر يعطي بأن هناك إهمال في أداء بعض موظفي تلك الجهات على أقل تقدير وأتساءل كيف سيكون الحال بمن لديه حاجه أو وقعت عليه مظلمه وأرسل أوراقه مباشرة إلى تلك الجهات دون المرور على البرامج الإعلاميه .. واشد على يد المذيع الذكي سلامه الزيد الذي وفق في إختيار هذه النوعيه من البرامج بعدد سلسله طويله من البرامج الفنيه وبرامج المنوعات والمسابقات وبالرغم من أن فكرة البرنامج ليست بالجديده كونه شبيه ببرنامج قدمته إذاعة عجمان منذ سنوات ولكنه جديد علينا ( محلياً ) حيث لم نتعود مثل هذا الطرح الإعلامي الذي أتمنى أن لايتحول عن مساره من برنامج وجد لإيصال هموم الناس إلى برنامج دعائي لهذا أو ذاك من المسئولين.. كما أتمنى أن يتم التركيز على عرض مشاكل الناس دون الحاجه للبكائيات والقصائد والإسترحامات والإلتماسات التي يتم إعتصارها من قلوب الأرامل والمحتاجين وتشجيعهم بل وإستدراجهم أحيانا لطرحها وكان من الممكن أن يتاح لهم عرض همومهم ومطالباتهم ببعض بحقوقهم مع حفظ كرامتهم دون الحاجه إلى تأصيل وترسيخ ثقافة المعاريض الشفهيه وحتى لايتحول البرنامج إلى برنامج ممل فلانحن نطرب لبكائيات الناس وآلامهم كمالايطربنا ومن المفترض أن لايطرب المسئولين أيضاً المدح المبالغ فيه .. لذلك أدعو الإعلامي الزيد إلى أن يشجع المتصلين ( في برنامجه الناجح ) على طرح مشاكلهم بكرامه ودون إستجداء ومطولات وقصائد فهم يعيشون على تراب واحده من أغنى الدول وأن يحرص كل الحرص أن لا يظهر المواطن السعودي الكريم مهما بلغت به الحاجه .. لامتوسلاً ولامتسولاً ..