إلى وقت قريب كانت الوظيفة الأساسية لمنطقة الباحة \"الزراعة\" إذ استثمر سكانها - منذ مئات السنين - الجبال بإنشاء المصاطب لزراعة الحبوب، الفواكه.. وكانت فيما مضى الممول الأساس للمحصولات الزراعية والفواكه للمدن المجاورة خصوصاً الطائف ومكة وجدة.. إلا أن الحال تغير وهجر معظم الأهالي حرفة الزراعة نظراً لتناقص موارد المياه فضلاً على المشاق التي يتعرض لها المزارعون في سبيل الحصول على مورد مالي لا بأس به مقارنة مع الموارد المالية التي تغدقها الوظائف الحكومية.. لذا ضعفت هذه الوظيفة في الباحة لتبرز وظيفة أخرى هي السياحة.. نظراً لما تتميز به من طبيعة تضاريسية ومناخية ونباتية متنوعة – منها السهل والجبل.. والصحراء.. وفي السراة صيف معتدل.. أما تهامة فشتاؤها دافئ.. وتغطي سفوح جبالها الأشجار خصوصاً أشجار العرعر والزيتون البري \"العتم\" أما أوديتها فمهرجان لأنواع شتى من الأشجار.. هذا التنوع المناخي والنباتي والتضاريسي يعد ميزة في نظر مهندسي السياحة,تنفرد بها الباحة لذا زاد من هجها السياحي. والسياحة تعد صناعة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من مدلولات ومفاهيم.. وهذه الصناعة قابلة للنمو والسيادة والاستدامة. وبما أن الوظيفة الحالية للباحة هي السياحة فينبغي وضع استراتيجية قصيرة المدى وطويلة المدى لصناعة سياحية حقيقية تشترك في وضع أطرها عدة جهات مثل الأمارة، الهيئة العليا للسياحة، الأمانة، المؤسسات الثقافية والإعلامية، وجامعة الباحة يساندها الجهات الحكومية ذات العلاقة وكذلك رجال الأعمال الذي أصبح دورهم أساس في تحريك عملية السياحة في الباحة باعتبارهم شركاء حقيقيون.. وللجامعة دور مهم في تسخير إمكاناتها البحثية والعلمية لوضع دراسات تتعلق بتطوير وتنمية السياحة باعتبار البحث العلمي أحد أهم روافد المعرفة في النهوض بأي مجتمع من مجتمعات الدنيا.. ولأمانة المنطقة دورها الهام في التخطيط والتنفيذ أما الأمارة فهي المظلة التي تشرف على جميع الأعمال.. والخطط.. السياحة علم وفن ودربة تحتاج إلى طاقات وقدرات ومهارات تحتاج إلى التقاء الخطوط وتناغم الجهود , وليس من المعقول أبداً أن يقف الزائر أو السائح في طابور الانتظار من أجل الوصول إلى الباحة أو غيرها ولعدة أسابيع دون الحصول على مقعد في طيران الخطوط السعودية واستمرارية هذه المشكلة يقلل من فرص الاستقطاب السياحي الداخلي.. ومن الضرورة توفر البيئة التحتية للسياحة.. كالطرق السهلة والمريحة..الخدمات الكهربائية.. المرافق الترفيهية.. كالحدائق، الفنادق، المطاعم وغيرها. إذا كانت منطقة الباحة استقبلت قي العام المنصرم مايقارب مليون.. فينبغي التخطيط لاستقبال مليوني سائح والتنبؤ بالتزايد المستمر لأعداد الزوار والسياح.. وتقديم الخدمات المناسبة. السياحة هي الخيار الأمثل للباحة فيما لو خُطط لذلك.