رحل شيخنا الفاضل العلامة (عبدالله بن إبراهيم بن جبرين) عن هذه الدنيا رحيل العالم المثابر المصابر المتواضع تواضع الشامخين - رحمه الله رحمة واسعة - الشيخ (عبدالله بن جبرين) اسم شامخ في ساحة العلم والفقه والدعوة إلى الله، في المملكة العربية السعودية، وفي العالم الإسلامي كله، اسم من الأسماء الراسخة في ذاكرة كل طالب علم يتوق إلى العلم الشرعي من مصادره الصحيحة وفي ذاكرة كل داعية إلى الله وجد في الشيخ قدوة صالحة في طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدع بكلمة الحق. الشيخ عبدالله بن جبرين اسم منقوش في ذاكرة كل إعلامي إسلامي وجد من دعم الشيخ المعنوي من خلال فتاواه القائمة على أساس متين من فقهه، وعلمه الراسخ، ورؤيته الشاملة للحياة ومستجداتها، ما فتح أمامه آفاقاً رحبة لانطلاقة الإعلام الإسلامي المقروء والمشاهد الذي نشاهد آثاره الجميلة في تنقية فضائنا العربي الإسلامي من شوائب الإعلام الفاسد، ومدافعة المواد الإعلامية المنحرفة عن الطريق المستقيم. (الشيخ عبدالله بن جبرين) المتواضع الذي كان يمشي على قدميه أمام الأنظار، يمشي هيناً ليناً، ضاحكاً مستبشراً، معنياً بكل من يدعوه صغيراً كان أم كبيرا، ولقد التقيت به - رحمه الله - في عدد من المدارس والمراكز الصيفية، مشاركاً بمحاضرة، وملاطفاً للشباب الذين يتحلقون حوله متطلعين إلى علمه وفضله ونصائحه وتوجيهاته، وما زلت أذكر لقائي بفضيلته في مدينة الباحة، قبل سنوات حيث كان في جولة دعوية انطلق فيها من الرياض إلى مكةالمكرمةوجدة والطائف، ثم إلى المناطق الجنوبية، الباحة، النماص، أبها، الخميس، نجران، جازان، وكان - رحمه الله - في غاية السعادة بتلك الرحلة الدعوية المباركة، وحينما قلت له: الرحلة شاقة، والطريق طويل، فليتك تستريح هنا يومين أو ثلاثة ثم تنطلق، ابتسم قائلاً، هذا التعب هو الذي يريحني، ويملأ نفسي بالسعادة. رحل شيخنا الحبيب عبدالله بن جبرين الرحيل الذي لا بد منه لكل حي على وجه الأرض، ولكنه رحيل الجسد، أما العلم، والفقه، والفكر المستقيم فقد بقيت ذكراً حسناً له، هو (عمره الثاني) الذي لا ينقطع، ما دامت الحياة، (والذكر للإنسان عمر ثانِ). بقي لنا تواضعه الجم صورة ماثلة في نفوسنا، نراها بعيون قلوبنا، وبقي لنا علمه المنتشر عبر مئات المحاضرات والندوات، والبرامج، والكتيبات، وعبر تلاميذه الأوفياء الذين نهلوا من دروسه علوماً جمة، وفقهاً ورأياً سديداً - إن شاء الله تعالى -، يبثونه في الناس مقتدين بشيخهم الراحل. من إحدى قرى (القويعية) إلى الرياض، إلى العالم الإسلامي كله كانت الرحلة المباركة للعلامة المجتهد الداعية إلى الله عز وجل الشيخ (عبدالله بن جبرين) أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء عن أمته، وأن يحسن عزاءنا جميعاً فيه، وأن يخلف الأمة فيه خيراً. أعزي أهله جميعاً صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً، وأعزي فيه طلابه الذين نهلوا من علمه ومعرفته، وأعزي فيه بلاده وبلاد المسلمين أجمعين. إشارة : ما بين مرتحل وبين مقيم=تجري الحياة بعمرنا المقسوم