انتهت مرحلة وبدأت أخرى، وما بين خط الانتهاء وحدود البداية ها هو الأمير عبدالرحمن بن مساعد يقدم لنا ذاته على أنه كيان لغوي يحمل (أسطورة) المبدع في مجازه وتأويله وفي صوته وصورته، بل في هموم كيان تعامل معه بوعي العاقل لا بنظرة المتعصب. ليلة الأمس أبحرت في يم تلك اللغة التي تحدث بها هذا الأنيق عن الهلال وجمهور الهلال.. شاهدت وتابعت وكنت صامتاً أستمع وأكرر الاستماع فأيقنت أن هلال الأمس الذي طرحته الظروف سيتبدل بهلال نحمله في الغد كبطل، وإن تعذرت البطولة فيكفي أن مراحل الزمن بفكر عبدالرحمن ستعيدها وبأرقام يخلدها التاريخ. وأي مغمور قد يأتي مستقبلا قد ينافس بيليه في شهرته ومارادونا في نجوميته وبيكنباور الألماني في تاريخه، كون هذا الرئيس بدأ يؤسس للتاريخ لا لمرحلة تنتهي على أوراق استقالته. مرحلة كوزمين وما أعقبها من قسوة هي مرحلة أغضبت وأحزنت ورشت على ملامح الهلاليين عبرة الألم، لكنها صفحة قبل أن يطويها الزمن سريعا مزقت بوعي رجل مهما تفاوتت وجهات النظر حول كيف يفكر وبماذا سيبقى الاسم الذي لا خلاف عليه حتى في قلوب أولئك المنافسين للهلال وحتى في عيون من ليس لهم علاقة بالرياضة يبقى هو الاستثناء في الفهم وفي الوعي وفي أشياء تختص بنظريات (X) ونظريات (Y) تلك النظريات التي رسمت البعد الصحيح في علم الإداري الناجح. إن سألتموني عن قادم الهلال فلن أتردد في أن أقول جوابا فيه من التفاؤل ما يكفي لإشباع رغبة فضول السؤال. وإن تكرر السؤال بآخر عن السر والسبب فلن أتردد في أن أشير بأصابع الإنصاف حول هذا المثقف والواعي والهلالي الصرف الذي قدم لي برهان النجاح بلغة صامدة كشفت المستور وأعطت كل هلالي قوة ورفعة ومنعة. لم أعتد على عزف الحروف المداهنة ولم أصبح يوما عاشقا لعبارات تسيرها المجاملة، وإذا ما قلت مثل هذا المعنى بحق أمير الهلال وشاعر الوطن ففي المعنى إنصاف وفي كلماته عدل يحكي حقيقة العمل، والعمل المثمر أوشك وبات قريبا من أروقة كيان من يرغب في معرفة أسرار عراقته ما عليه إلا قراءة فكر من يتربع على هرم رئاسته، وعندها سيتجرد من عواطفه ويفصح بلسان المنصف ويقول (برافو) عبدالرحمن بن مساعد، لقد حملت على كاهل الذات هموم الهلاليين من أصغر مشجع إلى أكبر عضو في قائمة الشرف. باختصار، ادعموه.. ساندوه، وإن تعذر فعل الأقل دعوه يعمل.. فهل أنتم كذلك يا هلاليون؟ أتمنى، فالهلال كبير ويجب أن يكبر مع هذا العملاق.. وسلامتكم.