الهدوء في وسط العاصفة.. يساعدك على معرفة خطوتك التالية. والنفق المظلم لابد من وجود شمعة في نهايته. الاتحاد الفريق والإدارة والمدرج في حاجة إلى من يساعدهم على معرفة خطوته التالية بهدوء. ومن يضع لهم شمعة في نهاية النفق المؤلم المربك الذي دخلوه بعد خسارة كأس الملك بطريقة موجعة وسيناريو غير متوقع ومذل لمسيرته.. وبطولته.. وتاريخه. حتى لو كانت في ظل (نقص) عددي/ قهري. فالموروث الاتحادي له كبرياؤه ومبادئه وأصوله التي لا تتقبل جماهيره الحياد عنها. فهم يؤمنون أن فرقهم وعلى رأسها الفريق الكروي عندما يذهب للمواجهة/المنافسة.. لا يذهب من دونها ولا يعود من دونها خسر أو كسب. فتلك ثوابت بين خطوطه المقلمة بالأصفر والأسود.. وفي شعاره الثابت فوق القلب في الجهة اليسرى لقميصة. المرحلة الحالية الاتحادية التي تشهد عاصفة نقدية مربكة مؤهلة لاقتلاع أشياء وأشياء ثمينة وراسخة في هذا الكيان.. ومظلمة أو من يريدها كذلك حتى لا تساعد على الرؤية الصحيحة. لذا المدرج الاتحادي الشعبي الوفي هو من بيده (فقط) لعب دور البطولة مع فريقه.. مع اتحاده.. مع كيانه في إعادة الأمور إلى نقطة الهدوء.. والتفكير لإحسان صناع قرار التدبير.. ومساعدة فريقهم على تجاوز آخر مباراتي الموسم في دوري المحترفين الآسيوي أمام أم صلال لتحديد متصدر المجموعة.. والأسبوع المقبل المصيرية في دور ال(16) الآسيوي. وبعدها يمكن فتح جميع كل أوراق المحاسبة والمناقشة وحتى الجدال. أما الآن فلا الوقت ولا الظرف يسمحان بتبديد كل ما سعى الجميع لقطفه في لحظة انفعال. الموسم الماضي كان لهذه الجماهير العاشقة وقفتها الشهيرة عقب خسارة لقب الدوري.. عندما ملأت ملعبها أمام الهلال وقادت فريقها لنهائي كأس الملك. واليوم هي أيضاً سيدة الموقف وكل المواقف في الحفاظ على مكتسبات فريقها إلى آخر لحظة.. حتى لو كان هناك لاعب أو أكثر أغضبهم.. أو مدرب متغطرس خذلهم. فالفرق الكبيرة تبدأ من جديد عبر كبوتها الكبيرة.. وجماهير الاتحاد هم البداية الكبيرة لفريقهم الكبير.. نحو كل ما هو كبير (الذل) كالديرون هل كان الاتحاد مؤهلاً للخسارة في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.. وبتلك النتيجة الثقيلة والمذلة والتي أسهمت بها ظروف المباراة من طرد؟ بل هل كان الاتحاد مؤهلاً لخسارة الدوري.. والخروج بنتيجة ثقيلة أمام الجزيرة الإماراتي في المباراتين.. وأمام الاستقلال في طهران.. وأمام الاتفاق في مباراتي دور ال(16) من كأس الملك للأبطال. في جميع تلك المباريات لولا براعة حارسي المرمى مبروك زايد وتيسير آل نتيف لخرج الاتحاد خاسراً بالثلاثة على الأقل.. وفي الدوري كذلك وفي مباريات كثر.. لولا وجود الحلول الفردية وعامل الخبرة والسيد (حظ) لكان موسماً (كبيساً) على الاتحاديين مثل الموسم الماضي. لم يكن ثمة عمل (فني) حقيقي منتظم ومتماسك وذكي في معالجة الأخطاء الفنية الفادحة في خطوط الفريق.. وخاصة في العمق الدفاعي وخط الظهر.. كان مهلهلاً.. يسهل تجاوزه واختراقه والوصول إلى حارس مرماه دون عناء. كانت (علة) الاتحاد في ذلك (الخط) منذ الموسم الماضي رغم (عملقة) الأسماء الموجودة به.. ومع ذلك وقف مدربه الأرجنتيني الشاهد عليه متفرجاً دون أن يملك حولاً ولا قوة تدريبية في حل معضلته.. وخنق روح المنافسة بين مراكزه عندما منح لاعبيه (صك) احتكار.. وممارسة عشوائية الأداء بين الواجبات الدفاعية المرتبكة، والنزعات الهجومية غير المبررة لبعض لاعبيه، الأمر الذي سهل كسره وعصر وهزّ شباكه تقريباً في جميع المباريات التي خاضها في المسابقات المحلية والخارجية لهذا الموسم. لقد غامر كالديرون كثيراً وطويلاً بقدرات الفريق الثقيلة بالامكانات والخبرة بعدم استغلالها بالشكل الأفضل.. أو تطوير القصور فيها.. واعتمد على (الحظ) الذي يخدمه وينجيه وينجي فريقه من جولات كثر.. حتى وصل إلى يد (أستاذه) هيكتور.. ليلقنه درساً قاسياً ويوقف (حظه) ويعري قدراته (الفنية) المليئة بالثغرات. عندما أوعز للاعبيه بالضغط على حامل الكرة في الثلث الأول من الملعب الاتحادي.. وإرسال الكرات الطويلة بين متوسطي الدفاع مع الإيعاز للسعران نجم المباراة مع زميله ناصر الشمراني بالاختراق.. ولهم الخيار بين الحصول على أهداف.. أو أخطاء داخل أو خارج الصندوق وإنذار المدافعين أو التسبب في طردهم.. وجميعها حدثت في (20) دقيقة، فانهار الاتحاد في أسرع وأقل وقت قياسي غير مسبوق، وفي حدث بطولي والبركة في مدربه كالديرون لأن الأخطاء الفردية والجماعية التي أرتكبت من لاعبي الدفاع حدثت عشرات المرات على مرأى منه ولم يفعل شيئاً لإيقافها. بل هذا المدرب (المغرور) الذي لا يحمل سجله غير لقب وحيد و(اتحادي) لم يصدق صفع هيكتور الأستاذ له على (قفاه).. فظل متفرجاً على حال فريقه بعد الهدفين دون أن يحرك ساكناً من الصدمة التي حلت بفريقه بل ذهب إلى (الهجوم) بتغييرات مضحكة لا يقوم بها مدرب يحترم نفسه.. ويحترم قيادته لفريق (عزيز قوم ذل) على يديه. قتل هذا الأرجنتيني أشياء جميلة في هذا الفريق الكروي الذي لا يقهر بسهولة.. وقلّم أظافره.. ووأد بعض نجومه.. وعبث بمراكز اللاعبين.. وأقام دورة تدريبية خاصة به على حسابه لأكثر من موسم. مدرب مفلس (تكتيكياً).. إذاً أي (ذل) آخر ينتظره الاتحاد معه لو تم التجديد له عقب نهاية عقده بنهاية الشهر الميلادي الجاري. قد يسأل البعض لماذا لم تنتقد أي لاعب كان مستهتراً.. أو عاجزاً.. أو متهوراً.. أو تائهاً في المباراة؟ أقول: ليس لأن أي أحد منهم فوق مستوى النقد.. لكن المدير الفني (المدرب) هو المسؤول الأول والأخير. لكن الغرور أعماه.. فضاعوا في دقائق. الشباب (خالد) لم ينتصر الشباب في ليلة الكأس الملكية على منافسه وبرباعية فقط.. بل انتصر على من أراده هذا الموسم تابعاً يختار له من يهزم من منافسيه ومن لا يهزم.. ومتى يفرح ولا يفرح وكيف يفرح.. وأين جلس مسؤولوه في المدرج. لكن الشباب كالعادة ترك لهم اللعب على (ورق) الصحف.. وذهب كفريق عملاق ليلعب في الملعب الحقيقي على (العشب) الأخضر.. الذي جز عليه كبار منافسيه مثنى وثلاث ورباع. ويصل إلى ثلاثة نهائيات.. ويظفر باثنين .. ويخسر واحداً بشرف لم يلطخه ببكائية.. أو مبررات وأعذار. الشباب لأنه يتكيء على تاريخ (خالد).. ومن رجاله من هو (خالد) و(خالد) و(خالد) و(خالد).. لذا فرض نفسه كبيراً مع الكبار.. وشمساً لا تغيب عن البطولات منذ أكثر من عشرين عاماً. ولقد حذرت منذ قدوم هيكتور مدرباً لليوث للموسم الثاني من تغيير جلد الفريق.. وخطورته على المنافسين الذين كانوا يعتقدون أن طريق القمة أصبح محصوراً عليهم. فقد أحسنت إدارة النادي بقيادة (خالدها) الذهبي.. في قرار إعادته بعد إقالة الجهاز الفني السابق قبل منتصف الموسم الحالي. وسعت معه بتعزيز صفوف الفريق بمحترفين محليين وأجانب. ورغم إصابة بعضهم وعدم نجاح آخر تمكن هذا الأرجنتيني (الداهية) من خلق فريق عملاق.. عندما احتواهم كأبناء له.. ليلقنهم فنونه كمدرب. والمحصلة فريق ليس من السهل هزيمته.. ومن صعب ألا يهز شباك منافسه أكثر من مرة. في المقابل كان رئيس النادي خالد البلطان الذي يبحر بموكبه (الأبيض) الضخم دون مجاديف إعلامية أو جماهيرية مقارنة بأقرانه.. يؤمن عكس الذين ينظرون له من على الشط.. أنه بالعمل المنظم والمحترف والجاد.. سيصل إلى أكبر الشواطئ البطولية برمالها الذهبية. إنها القيادة متى ما كنت تؤمن بعملها وأهدافها وفريق عملها ستصل بجميع من معها إلى القمة. البلطان.. هذا الموسم تحديداً.. عمل وصبر.. وتقدم وواجه.. وثبت .. وظفر. لم يستسلم ولم يتراجع ولم يحبط، فكان له في النهاية أحقية التغني بأن فريقه أفضل فرق الأندية المحلية. ولا يلام على فخره بسفينته البيضاء وهي ترسي في مكانها الصحيح. نور.. تقدم بهم قد أشارك بعض النقاد الزملاء في لومهم على خروج قائد الفريق الاتحادي محمد نور بتصريحات شديدة اللهجة تجاه مدربه حتى لو كانت تلميحاً.. أو زيادة نار الغضب الجماهيري على عدم مشاركته المبكرة في اللقاء النهائي بتأكيده جاهزيته الفنية والبدنية. لكن لا يستحق القسوة النقدية المبالغة تجاهه. فهو يظل (القائد) الميداني الوحيد من دون جميع أقرانه في الفرق الأخرى.. الذي يملك (الألهام) لزملائه نفسياً ومعنوياً.. وإضافة فنية لا ينكرها المنافسون.. قبل فريقه زملاء وأنصاراً. لقد عبر نور عن رأيه أصاب أو أخطأ تحت ضغوط الخسارة.. والأجواء التي عاشها قبل المباراة من (عناد) مدربه.. جعلته ينفجر. فهو أحد أبرز معالم الأصالة الاتحادية التي ترفض التخلي عن الموروث الأصفر والأسود المليء بالكبرياء والمبادىء في أصعب الظروف. وأنا هنا لا أبرر له. لكنه بكل تأكيد شعر وهو القائد أن هناك من أراد تشويه ذلك الموروث ليظهر بدور البطولة. لذا عليه وهو القائد ليس الفني بل (الملهم) لفريقه وزملائه وجماهير ناديه يتقدم بهم إلى الأمام.. ولا يلتفت كثيراً. فلا شيء هناك يستحق.