*في العام الماضي.. وبعد سنوات من الفقر والقهر حقق نادي النصر بطولة الأمير فيصل بن فهد فتبارى النقاد والعشاق في تسطير الملاحم فرحاً بعودة الحبيب الغائب.. وارتجفت لذلك فرائص المنافسين وتوقعوها عودة (جائع) سيأكل أخضر البطولات ويابسها. وجاءت المنافسة والمنافسات اللاحقة لتؤكد أن الخلل أكبر وأبعد من حكاية وسالفة أقدام تلاعب وتداعب الكرة.. وتحديداً هناك شقوق يستحيل رقعها إلا باجماع مصارحة شاملة بين محبي هذا الكيان وتحديداً (هوامير) القرار والمتحكمين في مصيره ومسيرته.. واستبعاد حدوث ذلك هو أقرب بسبب افتقاد نادي النصر إلى حكيم.. وحكماء يجمعون المختلفين ويعيدونهم إلى جادة الصواب ويقنعونهم بواقع الفجيعة والحال الذي سببته تلك الفرقة وتصفية الحسابات. وكانت جماهير الكيان المغلوب على أمرها وأمنياتها تحلم وتمني النفس بأن يكون ترشيح الأمير فيصل بن تركي المتوقع لرئاسة النادي هو آخر سطور (الخلاف والاختلاف) وأن اختياره سيكون فرصة (لم الشمل) لكونه مرشحاً توافقياً ومحبوباً من الطرفين المتنافسين.. ولكن جاءت الأخبار بما يخالف ذلك التفاؤل حيث نشرت الصحف.. وبعد اخفاق الفريق في الدخول إلى المربع المؤدي إلى آسيا بأن هناك اجتماعاً نصراوياً مصغراً ضم كبير النصراويين الأمير منصور بن سعود ورئيس النادي الأمير فيصل بن عبدالرحمن ونائبه الأمير فيصل بن تركي.. والأمير وليد بن بدر وسامي الطويل وعمران العمران وطلال الرشيد وتم في نهايته ترشيح وتزكية الأمير فيصل بن تركي رئيساً للنادي واختيار الأمير عبدالحكيم بن مساعد بن عبدالعزيز نائباً له. والسؤال الغائب.. الحاضر الذي يطرح نفسه.. لماذا لم يكن ترشيح هذا الثنائي الرائع هو آخر أيام النكد.. ولماذا لم تستغل فرصة اختيارهما لجمع المختلفين وإعادة المودة والألفة إلى القلوب المتفرقة.. وبعيداً عن موال الاختلاف الذي أضحى ماركة نصراوية وطال ليله ونهاره فإنه كان مطلوباً أن يكون ذلك الاختيار جماعياً ويشارك فيه أوفياء أحبوا النصر وعشقوه وبذلوا من أجله الغالي والرخيص.. وأصبح ما قدموه نسياً منسيا.. وابتعدوا في الدخول إلى حفلات الاختلاف المجانية التي تبرز الصور والتصاريح ومن هؤلاء الأفذاذ الأمراء فيصل بن سعود، سيف الإسلام بن سعود، حسام بن سعود، عبدالعزيز بن سعود، عبدالعزيز بن عبدالاله بن سعود، أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تركي بن محمد بن فهد، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نايف بن سلطان بن عبدالعزيز، منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز، محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز، غازي القصيبي وغيرهم من الأوفياء الأنقياء.. كما أن أعجب ما يتميز به المتنفذين وهوامير القرار في النصر وبالذات حينما يمتطون صهوة القنوات وأعمدة الصحف هو الذكاء والتذاكي في إخفاء المشاكل الحاصلة والطاحنة التي يعيشها فريق كرة القدم.. والالتفاف بعيداً عنها.. وتخدير الجماهير الحزينة بحكاية وحلوى عقد الجمعية العمومية.. والبشرى بحل قريب لمشكلة العقد الماسي واللعب على العواطف من خلال إحضار نجوم (نخبة) سيكونون حديث من لا حديث له.. وبما أن التخدير والوعود الهوائية الفضائية قد أضحى شأناً نصراوياً حصرياً فإن لعشاق الكيان ومنافسيه كلمة (سواء) مختصرها خلق فريق كرة قدم يعيد النصر إلى مواقعه أما حكايات عقد الجمعية العمومية وإنهاء مشكلة العقد (الماسي) فهو شأن وأمر يخص مقام رعاية الشباب والحقوق المدنية.. وكفى النصر وعوداً وأحلاماً فوق الورق والشاشات وكفى جمهوره الحزين ما يعيشه من فقر وقهر. قناة اليد المفلوتة للزعيم قناتان، الأولى رسمية وتقع تحت إشراف ومسؤولية ورعاية تلفزيون العرب (art) والأخرى مفلوتة وليس عليها حسيب أو رقيب.. وكل ما يعرض على شاشتها الثابتة والجامدة هو أغان من عصر السبعينات.. ورسائل قصيرة وطويلة تسيئ للآخرين.!! والسؤال الحائر.. الذي لا يطرح نفسه.. كيف ولماذا غابت وتغيب عين الرقيب عما يكتب ويطرح فوق شاشة هذه القناة الجامدة؟ وهل ما يهم مسؤولوها ومسيّروها والقائمون على شؤونها هو شفط الجيوب وكفى.