نحلل الأشياء بلغة المنطق وغالباً بالعاطفة مرة نصيب المغزى من التحليل وتارة نرسب وثالثة سرعان ما نقدم سطورنا كدليل إدانة على أننا في مدرسة النقد أشبه بالطالب البليد في علوم الفيزياء. نقرأ.. نحلل.. ونكمل مسيرة القراءة بالنقاش وإذا ما أغلقنا المساحة مساحة النقد في مباريات الكرة لا نجد أكثر من الإنشاء الذي نتحدث به في مجريات المباراة فيما معانيه تكون أبعد بكثير من الصواب. تجرفنا عواطفنا إلى درجة معها قد نلغي حقا مشروعا لهذا الفريق وإنصافا مستحقا لذاك الآخر ليس لشيء وإنما فقط لأن الذي يسير محركات البحث في أقلامنا هو الانتماء الذي يصل دائماً حد المبالغة. ولكي لا تجرفني عواطفي مثلما جرفت زملاء أحبهم أقول ما أخشاه اليوم على الأهلي ليس غياب مالك معاذ أو ابتعاد منصور الحربي أو نقص مهارة في أقدام تيسير والراهب وإنما الذي أخشاه على الأهلي هو المفاجأة. الليلة أول المشوار من بوابة الحزم وإذا ما أراد الأهلي البقاء كمنافس عليه أن يحترم بكل نسب الاحترام ومعدلاته الخصم وإلا فإن المصير المحتوم لن يضيف لهذا الإمبراطور أكثر من هزيمة على غرار ولادتها نعود مع جماهيره لما سبق وأن حدث أمام الفتح في كأس ولي العهد. ففي الأحساء غادر الأهلي كأس ولي العهد بمفاجأة والسبب في حدوث المفاجأة آنذاك كامن في إدارة لم تحسن تهيئة الفريق وفي نهج لاعب داخل الميدان تعامل من خلاله بكل غرور إلى أن قدم الهزيمة مبكراً على الفوز فعاد إلى مقر إقامته في شارع التحلية مكسور الخاطر. الحزم صعب وقادر على أن يقارع وينافس بل إن لديه من الإمكانيات الفنية ما يكفيه لانتزاع الانتصار من فم التماسيح وبالتالي ومن أجل أن يكون حضور الأهلي مشرفاً ومتوازياً مع سمعته وتاريخه وجماهيريته فالمطلب الأول هو منح الفريق المقابل ما يستحقه من الاحترام لأن الاحترام بات في علم الكرة الحديثة أبلغ أثراً من مهارة اللاعب وأحياناً أبلغ تأثيراً حتى من خطة المدرب. دوري المحترفين طار وكأس ولي العهد مع كأس فيصل ذهبت ولم يتبق بعد هذه البطولات سوى كأس خادم الحرمين الشريفين فإما يحضر الحماس وتحضر الرغبة ويكسبها الأهلي وإما تصبح هذه البطولة حلما يتلاشى مع الريح. لا أعلم لكنني سأظل متأملاً في عودة فريق عملاق هو الجمال كل الجمال في كرة القدم وسلامتكم..